نعود بعد أيام من الانقطاع، عن هذا الفضاء، لقضاء فائتة في حقك سيدتي مريم حامدينو.
عذرا أيتها الراحلة و المناضلة العظيمة!!
عذرا يا سيدة المناصرة الأولى للحقوق النسائية في هذا المنكب و من السنة الأولى لتكوين هذه الدولة!!
عذرا سيدتي، علية القوم و نخبهم، تمارس التمييز في الكبار، فلترحميهم و لتعذريهم إنهم منشغلون في الأمور الصغار!!
و لأن العمر امتد بك، سيدتي، إلى ما بعد 3 أغشت 2005، كان حظك التجاهل و النسيان، و إلا كنا عشنا ليالي و أسابيع، بل ربما شهورا من مهرجانات التعازي، و أماسي التأبين و أشعار و خطابات العظمة و العرفان و التأوه و أنهار من الدموع!!
صحيح أنني عندما قمت بواجب العزاء لأسرتكم الكريمة، وجدت بقية ممن ما زالوا للعهد يحفظون، و لكن غصة نسيان، مريم المناضلة العظيمة، مريم الحاملة لمشروع وطن يسع الجميع، مريم المؤسسة لأول تجمع حقوقي نسائي في الدولة الوطنية الموريتانية، مريم حاملة لواء مناصرة المرأة و المنافحة عن حقها في المواطنة الكاملة و واجبها في المشاركة في بناء وطن يسع الجميع، ما تزال تحزنني.
أنا سيدتي لا أستطيع أن أفهم كيف ترحلين بعد هذا العمر المديد، دون تكريم و لا تذكر من القطاعات الرسمية المسؤولة عن قضايا المرأة و عن الحقوق!!
أنا سيدتي لا أستطيع أن أفهم عدم إيفاد وفد عزاء رسمي لإحدى القامات النسائية الوطنية!!
ترى هل يمكن أن يتدارك المعنيون ذلك و يكرموك و لو بعد الرحيل و هم في شهر نفمبر العظيم، شهر التأسيس و ذكرى بناة الوطن الأولين؟!! أتمنى ذلك من كل قلبي!!
وداعا أيتها الحاضرة-الغائبة و لتهنأ روحك في السلام و الأمان.
رحم الله مريم بنت حامدينو و أدخلها فسيح جناته. إنا لله و إنا إليه راجعون.