كتبت تعليقا على ما كتبه زميلنا المستشار بالوزارة الأولى د. محمد سيد عبد الله، استدر منه توضيحا نم عن أن المستشار المحترم ينخرط في حملة فضلا عن كونها لا تناسبه فإنها بنيت على معلومات عن مركز تكوين العلماء مفتقدة إلى الصحة، والعذر واسع في ذلك بسبب الإكراهات الوظيفية، لمن يشغل منصب مستشار قائد حكومة التأزيم وإعادة التأزيم.
1- تحدث السيد المستشار عن علاقتي به وهي مثل أو فوق ما تحدث عنه، لكن لم يكن ذلك سببا كافيا للهجوم على شخص آخر، ولا محاولة ربط موقف ما بفكر ما، يشهد كل من يتابع الساحة من المنصفين قديما وحديثا أن موقف الإسلاميين من اللغة العربية هو الخدمة والنشر والدعوة إلى الترسيم لا ينكر ذلك إلا مكابر، كل ما في الأمر أنهم لا يريدون أن يكون ذلك سببا في ضياع حقوق مواطنين تخرجوا طبقا للمناهج الوطنية، وإن كان هناك من تجاوز الحد في المسألة فذلك رأي شخصي لا علاقة له بالرأي العام لدى القوم.
2- لم يفهم السيد المستشار المقارنة التي أردت بين المركزين فأراد أن تكون من كل وجه، وهيهات أن يستوي مركز جاوز العشر تتعهده صفوة علماء البلد غير مدخرة جهدا مع أي مؤسسة كانت، مركز أسس من أول يوم على أكبر هدف "تخريج العلماء الربانيين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله الجامعين بين الأصالة والمعاصرة"، ما كان له أن يقارن بمركز تبين أنه أسس على عجل، ولم يكمل أشهرا حتى عصفت به الخلافات الشخصية بين مؤسسيه، ليتحول إلى مركز آخر لا أدري ما هو ولا ما الله صانع به، .
3- المقارنة التي أردت أردتها في جانب أساسي هو العلاقة بالجهة السياسية، وفي هذه يرى السيد المستشار أن مركزه يجمع الموالي والمعارض وأنهم لا علاقة لهم بالسياسة، ويعلم المستشار أن نسبة المعارضين في مركزه خاصة في قيادته أقل من نسبة الملح في طعام المصابين بالضغط!! ولو نشر أسماء أعضاء هيئاته على الملأ لبدا ذلك جليا، غير أن ذلك في نظري ليس كافيا للحكم عليه بالتسييس ما لم يبد ذلك من مواقفه بالأدلة الواضحة، في المقابل فإن قول المستشار إن كل أساتذة مركز تكوين العلماء من توجه واحد قول صاحبه لا يعرف شيئا عن أساتذة المركز من أمثال الشيوخ د. محمد الأمين الطالب ومحمد يسلم غالي ومحمد سالم أحمدو الخديم وأحمدو حمينا والمختار المحبوبي والتاه يحيى والأستاذ محمد ولد المختار ... فالمركز يجمع في أساتذته الأطياف السياسية والعلمية حقا لا ادعاء، ولا تعسفا في الديكور، فيه الموالي الذي ينشد الشعر في رئيس الجمهورية كالأستاذ محمد يسلم الحسين غالي، الذي يقول على صفحته" "لقد أعجبت بالرئيس محمد ولد عبد العزيز وسياسته ومواقفه منذ انقلابه على معاوية ودافعت عنه بالحجة القوية والقول البليغ شعرا ونثرا لا لوظيفة عينني فيها ولا لمال أعطانيه بل عن قناعة بأنه من أكثر من حكموا البلاد إنجازات وأقلهم تسلطا على المعارضين ولا سيما الإسلاميين الذين تتاجر الأنظمة العربية بالتسلط عليهم...
وقد دعمته في الحملة الانتخابية التي جاءت بعد اتفاق دكار بقصيدة منها:
معك الحق أيها الجنرال ** فرجوع الفساد أمر محال
معكم كل من يريد نظاما ** ليس فيه للمفسدين مجال
لن يفيد المعارضين اتحاد ** ضدكم أو تفيدهم سينغال
خوفوا الشعب بالحصار وقالوا ** سوف تاتي الفوضى ويأتي القتالُ
وتداعى أهل الفساد إليهم ** فتلقوا كأنهم أبطال
أيها القائد الكريم المفدى ** لن يضروك أيها المفضال
وسيأتي نجاحكم عن قريب ** دون شك وتصلح الأحوال
4- تكرر من السيد المستشار في مقاله الأول ثم في رده أن الشيخ الددو أنكر علاقته الإدارية بمركز العلماء وجامعية ابن ياسين، وهذا غير صحيح فالشيخ ظل يكرر أنه هو رئيس المؤسستين، ولم ينف لك أبدا فلا أدري من أين توهم زميلنا هذا الأمر.
5- أكد المستشار أن لا طريق إلى عودة المؤسستين إلا بقرار قضائي، ولا أدري أتلك بشرى أم تعليق بمحال، المؤكد أنها بشارة حين يكون القضاء نزيها إذ لا مسوغ لإغلاق أي من المؤسستين، ولا أدل على ذلك من تهافت وتناقض الدعاوي وتكذيب بعضها لبعض، أما الأخرى فسنفزع منها بآمالنا إلى كذب وإن كانت كل المؤشرات تسندها وتقويها، غير أن نور الله لن ينطفئ، كلما انكسر سراج في صقع، توهج سراج يضيئ اصقاعا.
محمدن الرباني