انتهت المشكلة !
يعتبر كثير من الناس أنه يجري التفكير في العدول عن قرار إغلاق المركز والجامعة الذي بلّغته السلطات العمومية للقيمين على الهيأتين، وذلك بعد الاستماع إلى الرسالة الصوتية الطيبة التي بعث بها الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
يتأول أصحاب هذا التصور بطبيعة الرسالة، و يتحدثون عن اشتراطها على الشيخ كبادرة حسن نية تبعث لاحقا إلى التفكير في فتح الصرحين، ويسوّقون صوّرا و تصورات أخرى...
لا أعتقد أن لمسألة إغلاق المركز والجامعة علاقة بالعلامة الددو، لأن السلطات التي قررت إغلاق المؤسستين لم تدرج اسم الشيخ ضمن الأمور التي تم بموجبها اتخاذ القرار، ولأن الشيخ تبرأ من أي علاقة إدارية تربطه بأي من المؤسستين، لذلك لا أعتقد أن يكون لتسجيله - الذي أوضح من خلاله أشياء مهمة نقاسمه الرأي في الكثير منها ونخالفه في كثير منها - أي تأثير على الإجراءات المتخذة ضد الهيأتين.
ولأكون واضحا فإننا نوافقه الرأي بل إننا نصغي إليه إصغاء المتعلم عندما يتحدث عن مسائل علمية خالصة لا علاقة لها بالسياسة، ونلزم أنفسنا الانصياع إلى الفتاوى الفقهية التي يصدرها، لأنه ظاهرة علمية بهرت كبار العلماء والعارفين، و سَبَتْ عقول الآخذين، ولأنه حجة علمية لا معقب لاجتهاداته وآرائه، لكنه عندما يتحدث عن عدم وجود أي علاقة بين المؤسستين وجماعة الإخوان المسلمين وحزب تواصل نتساءل عن مرد هذا التصور، هل غالط الإخوان الشيخ ؟ أفتنوه ومنهم الفتانون ؟ لكننا لن نستخدم في هذا السياق إلا إحدى أدوات الاستفهام على طريقة خطابه صلى الله عليه وسلم لمعاذ، وعندما يُذكرنا بأن المركز أنشئ قبل الترخيص للحزب في رده المنطقي الآسر، نعود لإرشيفنا لنبحث عن تاريخ التفكير في إنشاء الحزب والمراحل الصعبة التي قطعتها الجماعة باتجاه تشريع حزب سياسي موريتاني لنتذكر ونُذكّر بخطىً ثقيلة سبقت المركز والجامعة، وفي إطار الآراء التي أوردها الشيخ في المجالات السياسية فإن الرأي العام الوطني يكاد يتفق على أن لجسم الحزب أذرعا تربوية وتعليمية أشار إليها معالي الوزير محمد الأمين الشيخ، و أجنحة مالية على هيئة بنوك غير مرخصة، واستثمارات في مجالات النقل بمختلف أنواعه، وجمعيات ناشطة في المجتمع المدني وأياد في جيوب أخرى.
أعتقد جازما أن ردة الفعل العنيفة التي واجه بها الموريتانيون تفكير الإخوة في تواصل، وانزعاج الشارع الموريتاني من الاهتمام المتزايد لقناة الجزيرة والآلة الإعلامية الإخوانية بشكل عام، هي التي جعلت الإخوان ينشرون ويسوقون نهاية هذا الحراك، وذلك لالتقاط الأنفاس والتمركز في نقاط أخرى، والتفكير أيضا في خطاب آخر.
محمد ولد سيدي عبد الله