نص التدوينة
جميل جدا بالأرض أن تغسل أدرانها في الخير العميم. وجميل بها أن تخفي جميع عيوبها،في الحسابات التي تفتح لكل مرتزق يبيع حروفه لقاء زاد اليوم والغد،دون أن يتذكر أن " خير الزاد التقوى". صحيح أن هذا المنكب البرزخي لا يزال مغبر الوجه كالحه. وأن كل ما حباه الله به من خير ما يزال إما مطمورا تحت الثرى أو أتخمت به جيوب المفسدين. لكنه رغم كل ذلك ما يزال بلد العروبة والإسلام، ولا يزال العربي فيه شامخ الرأس يناطح العلياء أينما حلت فيمتطيها .ومثلما طاولت هامات الشناقطة أبراج الخليج علما ونحوا وفقها وبلاغة، فإنهم لم يكونوا سوى سفراء لشعب تلد نساؤه في كل يوم عزائم جديدة ستكون هامات أكثر مطاولة للعلياء من أسلافهم. وليس يعاب على الشعب أي شعب فقره . ولكن يعاب عليه أن يكون حرا فيأكل الفائز الجهبذ منه ثديه. حين يبيع أحرفه وجمله بالتقسيط لقاء أكل لحم أخيه ميْتا. بئس الحرف حينما يتدرنْ.