
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمع القادة العرب والمسلمين في الدوحة يومي 14 ، 15 من أيلول 2025 للرد على العدوان على قطر وللرد على الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية وللرد على العربدة الإسرائيلية في لبنان وسوريا وإيران واليمن. كما كان مفترضا ولرفع الحصار عن أهل غزة المحاصرين المعطشين شيبا وشبابا، أطفالا ونساء نازحين ومهجرين، مرضى ومصابين وشهداء عند الله.
اجتمع القادة، فكان اجتماعا شهد كل واحد منهم للثاني وللذي يليه بأن إسرائيل باعتدائها على قطر قد اعتدت على وسيط كان يقوم بالوساطة بأحسن ما يكون.
أجمع الجميع على الاستنكار والشجب بأشد العبارات.
وهل هذه هي أول مرة تغتال فيها إسرائيل الوسطاء. يوم 7 أيلول 1948 اغتالت إسرائيل الوسيط الأممي السويدي الجنسية الكونت بيرنادوت ومعه عقيد فرنسي عضو الوساطة في شارع بوسط القدس، حيث كان يسيطر الصهاينة على الجزء المحتل من المدينة، لا لشيء إلا لأنه اقترح بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم التي طردوا منها. قتل الوسطاء ونقض العهود شيمة من شيم اليهود يتباهون ويفخرون بها، إنها مبعث اعتزاز وفخر لديهم "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئيس ماكانوا يفعلون" المائدة/ 79. كيف لا وهم قتلة الأنبياء، قتلوا يحيى بن زكريا عليهما السلام وحاولوا قتل المسيح عليه السلام ولا يزالون يفتخرون بذلك مدعين قتله "وماقتلوه"، وحاولوا قتل إمام المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم مرارا، هؤلاء قتلة بالفطرة والسجية، مجرمون بالإرضاع والتربية ومن ينتظر منهم غير ذلك فهو لا يقرأ في التاريخ، راسب في السياسة.
عداء هؤلاء للعرب وللمسلمين أشد من عداوة إخوة يوسف ليوسف عليه السلام "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" المائدة/ 82، لذا نرى مشركي الغرب هم شركاؤهم الأول في الإبادة الجماعية، فهم ممولوهم في حروب الإبادة وقاعدتهم الخلفية في الإمداد والإعداد والمدد والتموين وفي المقدمة الولايات المتحدة ومن مكان قريب.
ماكان لإسرائيل أن تعتدي على قطر دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة التي توجد قواعدها العسكرية في الخليج وأضخمها الموجودة في قطر ولا غرابة أن يكون ما أصاب قطر من تلك القاعدة.
من الغباء السياسي التغافل عن نوايا ترامب في المنطقة، فما كان لهذا المتغطرس بالطبع والطبيعة ليساند بوتين في حربه التوسعية في أوكرانيا وتشجيعه الإستيلاء على أجزءا منها ومحاولة إرغام أوروبا على الاعتراف بذلك في إطار اتفاقية لإنهاء الحرب، إلا لأنه يرى في سره أنها مصلحة حيوية للولايات المتحدة، ذلك بأن القانون الدولي مبني في أجزاء غير يسيرة منه على السوابق، حينها لن تجد الولايات المتحدة غضاضة في الاستيلاء على كندا وعلى اجريلاند وربما على المكسيك وبنما وأحمق من يستبعد خوض الولايات المتحدة مغامرة في جزيرة العرب لإخضاعها مع الانتشار الواسع لقواعدها في عين المكان.
ما نشاهده الآن هي حرب صهيو مسيحية شبيهة بالحرب الصليبية.
اجتمع القادة العرب والمسلمين في الدوحة وتباكوا في جلهم على ماحدث لقطر أكثر مما فجعوا من الإبادة الجماعية المتواصلة على أهل غزة. تباكوا في جلهم كتباكي النساء في مأتم مدفوع الأجر لينفض الإجتماع عن دموع جافة ونفوس مهزوزة وخواطر شعوب مكسورة. ومع أنهم يمثلون مليارين من البشر إلا أنهم بدوا كلاشيء. غثاء كغثاء السيل كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. بدوا كلاشيء أمام حثالة من اليهود عرفوا بالمذلة والمسكنة والجبن والتولي والإدبار.
لقد أثبت هؤلاء القادة أنهم في واد وأن شعوبهم في واد. "أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون" التوبة/126.
فكان الأولى بهؤلاء القادة أن يتخذوا قرارا ملزما بقطع كافة العلاقات مع الكيان الغاصب وفسخ كافة الإتفاقيات المبرمة مع من لا عهد لهم ولا ذمة، بدءا من كامبديفد ووادي عربة و واي ريفر وأوسلو والاتفاقيات أللا إبراهيمية التي أثبتت الأحداث أنها مع ما تمثله من عار لا تساوي عند اليهود الحبر الذي كتبت به كما قال شارون عن المبادرة العربية في بيروت 2002.
كان الأولى بهم أن يدعوا من له تحالف مع الولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل أن يقطع حبل ذلك الود والتحالف فورا، حرب إسرائيل على أهل غزة والضفة والعدوان المتواصل يمنة ويسرة في المنطقة هو بتمويل وتشجيع أمريكي من الألف إلى الياء، فإسرائيل ليست سوى قاعدة عسكرية أمريكية متقدمة للهيمنة على المنطقة ولن تنعم الأرض بالسلام مع وجود دويلة الصهاينة ووجود القواعد الأمريكية في أرض المسلمين.
كان الأولى بالقادة العرب والمسلمين أن يعلنوا النفير العام لاقتحام الأرض المحتلة من كافة الجهات والحدود المحيطة بها، رجالا وركبانا من الأردن حيث الواجهة بطول 360 كلم ومن مصر حيث الواجهة بطول 210 كلم ومن لبنان حيث الواجهة 79 كلم ومن سوريا حيث الواجهة بطول 70 كلم ومن البحر المتوسط حيث الساحل بطول 240 كلم لاسترداد مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وتطهير الأرض المقدسة من حثالة البشر إخوان القردة والخنازير. إنها عزمة وعزيمة فمن لها من أولي العزم من القادة المؤمنين. إنه الفاصل الرقيق بين النصر والإنكسار، بين الإقدام والتردد، بين أن نكون أولا نكون، كل الصواريخ، كل المدافع، كل الطائرات الحربية، كل الرمي وكل البأس، برا وبحرا وجوا يجب أن يصوب ويصب على الكيان الغاصب كتمهيد ناري أمام الزحف العظيم. "ألا إنما القوة الرمي".
حينها ستهتز أرجاء الأرض المقدسة بالتكبير وسيعلو التكبير جبل التكبير من حيث علا تكبير أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه آتيا لتسلم مفاتيح إيليا بيت المقدس، بل وسيعم التكبير مشارق الأرض ومغاربها إيذانا بنصر الله المبين. وما ذلك على الله بعزيز وعساه أن يكون قريبا.
"قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين" المائدة/ 23.
حينها سيدل الحجر والشجر على عدو البشر والحجر والشجر مناديا تعال يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله. "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم" الروم/ الآية 4 و5.
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ووحد كلمتهم على الحق المبين وأذل اليهود والمشركين وأعوانهم وتابعيهم. اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم واقذف الرعب في قلوبهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وصل اللهم وسلم على نبي الملحمة المجاهد الصادق الأمين خاتم النبيين وإمام المرسلين.
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، نصرك اللهم للمجاهدة.
انواكشوط بتاريخ 26 ربيع الأول 1447 هـ
الموافق 18 أيلول 2025م
**ـ عقيد متقاعد
من مواليد مدينة أطار الموريتانية
المؤهلات العلمية:
- باكلوريا وطنية
- ليسانس حضارة وإعلام ـ المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
- بكالوريوس علوم عسكرية ـ جامعة مؤتة الأردنية
- ماجستير علوم عسكرية وإدارية ـ جامعة مؤتة الأردنية
- ماجستير علوم إستراتيجية ـ أكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ مصر