(إيجاز صحفي)
ألقى الأستاذ الدكتور البكاي ولد عبد المالك مساء أمس (الخميس) محاضرة شيقة حول "نظرية الفن عند أرسطو - الشعر نموذجا"، وذلك بمقر بيت شعر نواكشوط ووسط حضور معتبر تصدرته شخصيات علمية وأكاديمية وإبداعية كبيرة، وفاعلون ثقافيون ومسؤولون في مؤسسات إبداعية.
ورغم أن الأستاذ ولد البكاي، وهو مثقف وأكاديمي ووزير سابق للتعليم العالي والبحث العلمي، له 21 سنة خبرة بعد الدكتوراه، وعضو في العديد من المؤسسات الأكاديمية والفكرية، قد ضبط في محاضرته - التي استمرت ساعتين بعرض سينوغرافي - رحلة أرسطو مع "فن الشعر" وضمن فلسفة "المؤسس"، فإنه حرص على أن يضع الحضور في أجواء "العالم كله آنذاك" وخاصة المركز العلمي (أثينا) مع كم كبير من الإحالات والإضاءات التي منحت الحضور "نظرة على الشعر والفلسفة والعلم والمعتقدات الدينية والأساطير المؤسسة"، الشيء الذي نجح من خلاله ولد عبد المالك في تقديم "محاضرة درجة أولى" عن الأجواء التي ولدت فيها نظريات الفن والشعر خصوصا.
وقد أثنى المتدخلون، وعلى رأسهم أستاذ النقد الدكتور المختار ولد الجيلاني على العرض الشيق الذي قدمه الدكتور ولد عبد المالك في محاضرته اليوم، مثمنا اختيار بيت شعر نواكشوط للقوس وباريها في موضوع فن الشعر وفي شخص المحاضر القدير.
هذا، وخلص ولد عبد المالك في محاضرته إلى أن كتاب "فن الشعر" لأرسطو هو عمل من أبرز الأعمال الأدبية التي أنتجها العقل البشري حتى الآن.
وبعد الإشارة إلى الأهمية الأدبية والتاريخية للكتاب الذي تناوله في هذه المحاضرة وتأثيره الكبير في مفاهيم النقد الأدبي في أوروبا وفي الدراما الأوروبية والعالمية، استعرض المحاضر باستفاضة بعض القضايا التي تناولها المؤلف في قراءة تحليلية استهدفت استجلاء مضامينه الأدبية والفلسفية الجمالية مما أشار إليه الباحثون في علم الجمال وفلسفة الفن والمختصون في الشعرية المعاصرة.
وقسم محاضرته إلى قسمين: قسم تعرض فيه لأصول نظرية أرسطو في الشعر خصوصا في التراث الأدبي والفلسفي السابق، وتوقف بشكل خاص في هذا الصدد عند المصادر المباشرة لنظرية أرسطو في الفن وبفلسفة أفلاطون الجمالية.
أما القسم الثاني من المحاضرة فقد عرّج فيه على أسس النظرية الأرسطية في الفن وخصوصا فن الشعر وذلك من خلال دراسة آراء أرسطو في مفهوم محوري تقوم عليه الفنون الشعرية المختلفة وهو مفهوم المحاكاة، وقد تناول في هذا القسم الثاني العناصر التالية: "مفهوم المحاكاة بين أرسطو وأفلاطون"، و"وظائف الفن"، و"دور المحاكاة في تصنيف الفنون"، و"طرق المحاكاة"، و"نظرية الأنواع الشعرية" بالتركيز على نوعين أسهب أرسطو في الحديث عنهما وهما التراجيديا والملحمة وذلك بإظهار السمات المميزة لكل منهما وما يميزه عن الآخر.
هذا، وأنهى ولد عبد المالك محاضرته بخلاصات عامة، تضع الشعر في سياق فاعل مركزي في وعي وثقافة البشرية.