عادت الانبعاثات الصادرة من مصانع الموكا إلى أجواء مدينة نواذيبو , و كلما هبت الرياح الشرقية أخذت معها إلى داخل بيوت السكان روائح تعكر صفو الناس و تثقل كاهل أجهزة التنفس لديهم , هذا فضلا عن التأثيرات الجانبية على البيئة المحلية .
و تنتج هذه الروائح بعد طبخ و طحن السمك لتحويله إلى دقيق , في عملية بدأت بنواذيبو مع تواجد أوائل الشركات الخاصة " الموكا " , و التي نمت و تكاثرت بسرعة محولة حياة الناس إلى جحيم لا يطاق , ما حدا بالبعض إلى اختيار السكن خارج المدينة و بالذات في قرية بولنوار , و على طول الطريق الرابط بينها و المدينة الصناعية .
صحيفة مراسلون توجهت إلى المنطقة الصناعية ب " البونتيه " حيث تنتشر المصانع على جنبات الطريق , عنابر ضخمة و يقول السكان الذين التقتهم مراسلون أنه يلزم على السلطات التدخل الفوري لإرغام كافة الشركات الناشطة في المجال على الإلتزام بإيجاد حلول لمخلفات أنشطتهم حماية للسكان و للبيئة .
في منتصف الطريق الذي يشق مصانع الموكا , تصادفنا مع مسؤولي إحدى الشركات(Atyfen) و هم يشرفون على تثبيت " مبخرات " في مصانعهم للتحكم في ما ستفرزه عملية تحويل السمك إلى دقيق .
و حول هذه المبخرات قال مسؤول الشركة أنها مهمة لمعالجة النفايات و بدل إطلاقها في الهواء فإنها تقوم بفصل الماء عن الزيت و تخزينهما منفردين , حتى يتم التخلص من الماء الذي لم تعد به رائحة , أما الزيت فهو مهم لنا نحن يقول المسؤول , إذ أننا نربح كامل المنتوج بدل ترك نسبة منه تفوح مع الرياح , أو إلقاءه في البحر ما يضر البيئة البحرية .
و أضاف المسؤول أنهم تكلفوا كثيرا من أجل اتباع النظم القانونية و البيئية المعمول بها وطنيا و دوليا , و أن مصنعهم لم يعد يصدر أي انبعاثات .
و للوقوف على حقيقة هكذا خطوات توجهنا إلى ذوي الاختصاص , و قال الناشط البيئي المعروف في المدينة سيدي محمد ولد محمد الشيخ أن هذه الانبعاثات سبق و أن تسببت في الكثير من المشاكل الصحية للسكان الذين احتجوا خلال ما عرف ب : " أزمة الموكا " العام الماضي و طالبوا السلطات بالتدخل لإرغام الشركات على البحث عن حل للمعضلة " الضارة " ما جعل معظمها يقتني منشآت تصفية (فيلتر) الشيئ الذي خفف من انبعاث الروائح رغم أنها لا تزال تهب من حين لآخر يضيف الناشط البيئي .
هذا و يرى الكثير من السكان أنه يجب إيقاف هذه الروائح بشكل تام , لإعادة أجواء نواذيبو على طبيعتها النظيفة و الجذابة .
باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون