من وحي حديث على عجل وفِي غير محله مع قدماء الرفاق حول زوبعة العلمانية
..
بالامس قبيل الغروب التقيت بمجموعة من قيادي اتحادي قوي التقدم تتكون من السيد الرييس الاستاذ محمد مولود و الاستاذ لو كًورمو و الاستاذ الخليل ددو و الاستاذ محمد الامين بن بي و كان بودي لو التقطت صورة معهم من باب المودة لكن مناسبة اللقاء كانت مما يمنع ذلك الا انني اغتنمت فرصة استفزاز سريع من صديقي محمد الامين بن بيً لاثارة النقاش حول ما نشرته بخصوص " فتنة العلمانية " مع الرفقين الكبيرين الأستاذين محمد ولد مولود ولو كًورمو الذين وقعا عمدا لا سهوا في فخ النقاش و ذلك امر لا يستغرب منها لعلمهما بان نقاش الأفكار هو روح السياسية و غايتها القصوي و كيف لا و قد عرفا السياسة فكر ا و عملا مذ نعومة أظافرهما ..
المهم انني فهمت من تعليق السيد الرييس محمد ولد مولود بانني قد وظفت كلامه حول مصطلح الفتنة خارج سياقه و في معرض تبريره لاستخدام المفهوم المثير للجدل قال السيد الرييس بانه كان يتحدث بالحسانية و شهد له الاستاذ لو كًورمو الذي قال ان الفتنة تعني لغة و اصطلاحا اي شجار كعلى سبيل المثال لا الحصر عراك بالأيادي في السوق ..
بالطبع لم اقتنع بمثل هذا التبرير من أستاذين جامعيين و ربما يكون بمثابة اعتذار ضمني بعد إن أدركا بيان الانتقادات النظرية ضمن السجال حول الفتنة و لم اجد الوقت الكافي لأرد عليهما. بان الفتنة بالحسانية تسمي " الديكًه " و ان لا عذر لهما في جهل الشحنة التاريخية التي يكتسيها مفهوم الفتنة كما انه لا عذر للسيد الرييس في استخدامه في المجال العمومي دون معرفة تبعاته المحتملة ومنها تحديدا امكانية استغلاله من طرف الماكينة الاعلامية لتيار الاسلام السياسي الذي صنع من العلمانية غولا معينا على تكفير الخصوم السياسيين في مجتمع مسلم محافظ حتي النخاع..
و الواقع ان وقت اللقاء كان من النوع الذي يكره فيه السجود و قد انقطع الحديث بينا لما لا حظ الرفاق ان كبيرهم استحوذه النقاش حتي اغفله عن قصده فناداه الرفيق لو كًورمو قايلا بظرافته العفوية : "تعالي أسرع و دعه عنك ( يقصدني ) انه يريد ان يقودنا الى فتنة اخري "
بقي ان أوضح بان اهتمامي بالموضوع اصلا لا يعني اتخاذ موقف ما في شان داخلي لحزب سياسي لا انتمي اليه رغم ارتباطي بعلاقات ود واحترام مع العديد من أعضاءه التاريخيين كما انه لا يعني بالضرورة الدفاع عن العلمانية التي لا يعد الحديث عنها في نظري ضمن الاولويات في الانجدا السياسية الراهنة .. ثم ان النقاش حول مصطلح الفتنة كان بالنسبة لي مجرد زوبعة عابرة و كما يقال عندنا حين تمر الزوبعة ( ازعفيكًه بالحسانية ) جنبي خيمتنا. فيها النبي !!