تقرير: رانيا الأمين(smc)
في خطوة لم يتوقها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي رفضت السلطات المصرية دخوله اراضيها عقب مشاركته في إجتماع نداء السودان بالعاصمة الألمانية برلين، وهي الخطوة التى وجدت ترحيب الحكومة السودانية لجهة انها تتسق مع مواقفها الرافضة الى الجمع بين العمل السلمي والمسلح
وكثيراً ما نادت الحكومة بضرورة الفصل بين العمل السياسي السلمي والعمل المسلح بل انها طالبت الصادق المهدي اكثر من مرة بعدم الخلط بينهما ووصل الامر الى تدوين دعاوى جنائية في مواجهة المهدي نسبة لتعامله وتنسيقه مع الحركات المسلحة، وذلك بالتزامن مع رئاسته لقوي نداء السودان واصداره الإعلان الدستوري الذي تم الإعلان من خلاله عن التعامل والتنسيق المشترك بين احزاب نداء السودان والحركات المسلحة لأجل إسقاط النظام بقوة السلاح، بجانب تحريض المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الخروج على الدولة والتمرد عليها
وجدت الحكومة ارتياحاً كبيراً في إبعاد القاهرة لرئيس حزب الأمة القومي معتبرة ان الخطوة إيجابية وتنطلق من العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين، في ذات الوقت الذي اكدت فيه أن السودان يرفض التعامل مع أي جهة تعيق مسار العلاقة بين الخرطوم والقاهرة
ويوضح القيادي بالمؤتمر الشعبي ابو بكر عبد الرازق ان العلاقة بين حزب الامة القومي والقاهرة هي إنتفاء الحميمية بين الطرفين لموقف حزب الأمة التاريخي ابان الإستقلال وتأييده للإستقلال عن مصر وبريطانيا، لذلك ليست غريباً ان تبعد القاهرة الصادق المهدي او أي قيادات من حزب الأمة القومي
واضاف من ناحية آخري فإن مصر تتعامل مع الملف السودانى على أنه ملف امني بطرف الإستخبارات وليست ملفاً سياسياً بطرف وزارة الخارجية لذلك تتعامل مع القيادات السودانية وفقاً للأبعاد الأمنبة ومدي علاقاتها مع الحكومة السودانية، واضاف عبد الرازق أن وجود المهدي في القاهرة يتعارض مع الشروط المتبادلة بين البلدين على حد قوله
وقال كنت اتوقع أن يفكر الصادق المهدي في العودة الى السودان وأن تستقبله الحكومة بالبساط الأحمر لأن حزب الأمة حزب يؤمن بالعمل السياسي السلمي وهو حزب متجذر في التربة السياسية السودانية
وحول خيارات المهدي بعد الإبعاد عن القاهرة قال عبد الرازق ان المهدي لن يعود الى السودان الا بعد ان يجري اتصالات مع الحكومة ولابد له ان يقوم بعمل هالة اعلامية لنفسة باعتباره عاشقاً للأضواء ومعظماً للذات ومحباً للعلو على كل من عداه من القيادات السياسية. واضاف ان المهدي سيحاول ان يضمن العودة دون مواجهته بالإجراءات الجنائية وكذلك ليطمئن بان يتم استقباله استقبال الفاتحين لأن هذه هي شخصية المهدي
ويبدو ان خطوة ابعاد القاهرة للمهدي تندرج تحت التزامها بعدم دعم اي معارضة سودانية تعمل من داخل الأراضي المصرية وهو الأمر الذي ظلت تنادي به الحكومة السودانية مراراً لجهة التزامها بعدم التعامل مع اي معارضة مصرية انطلاقاً من مبادئها في علاقات حسن الجوار بجانب ان السودان يتطلع الى اقامة علاقات استراتيجية مع جميع الدول الافريقية. ويبدو ان خطوة القاهرة بعدم استقبال المهدي ومخاطبة الحركات المتمردة بعدم القيام بإي نشاط معادي للسودان جاءت في هذا الإطار