تعليق على جزء التراويح" 16" / الدكتور إفاه ولد الشيخ ولد مخلوك ـ المدينة المنورة

خميس, 31/05/2018 - 20:45

التراويح "16" سورة "الأنبياء" إنه كلام رب العالمين الذي نزل بمكة يسجد الإمام ويركع وتفصل البسلمة بينه ويبقى ترابطه بالذهن واضحا لاشية فيه؛مثال ذلك انتهت سورة "طه" ب "قل كل متربص فتربصوا ..." وافتتحت "الأنبياء " ب "اقترب للناس حسابهم " فذكرت عفلتهم؛وسماعهم للقرآن وهم يلعبون؛لاهية قلوبهم والعياذ بالله ... وتباشر السورة بهدفها وسبب تسميتها الذي هو أنها اشتملت على ذكر كثير من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام؛تناسبا مع الزمن المكي وربطا لقلوب المؤمنين؛وتثبيتا لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ تذكر السورة شبهة قريش تنويها بها "بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر " ليكون الرد بقصص المرسلين "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ..." لتعلمنا اللفتة القرآنية ترك جواب السفيه والحرص على التقدم والحقيقة؛ تبيانا لعاقبة الظلم "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة "وبقاء الحق بعد الباطل ولو بعد حين "ونقذف بالحق على الباطل فيدمغه " ثم الدعوة للتفكير في شكل إهمال المشركين لها؛توضيحا للمصير الحتمي "كل نفس ذائقة الموت .." ثم إن الاستهزاء بالرسل والمصلحين وأهل النجاح خصلة للمكذبين والفاشلين ""إن يتخذونك إلا هزوا" ولقد استهزئ برسل .." ليكون ذكر أنبياء الله ورسله "موسى وهارون ؛إبراهيم ؛استفاضة في خبره ورشده وتكسيره الأصنام؛ولوطا ؛إسحاق ؛يعقوب ؛ والقاسم المشترك بينهم "الدعوة للحق ؛فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والخوف من الله والعبادة المستمرة "رجوعا للوط وتفصيل خبره مع قومه وذكر قومه بالقري؛ إشارة لعدم التعيين؛والبعد من التوصيف الجارح للأفراد . وهكذا" داوود وسليمان" إذ يحكمان في الحرث " تكملة بالعدل والقضاء وإن ذلك لمن قوام المجتمعات؛ ترغيبا في الصناعة والانتاج "وعلمناه صنعة لبوس " ولسليمان الريح " وأيوب إذ نادى "وإسماعيل وإدريس وذا الكفل " كل من الصابرين " ومنهجهم منهج الصالحين؛واتباعهم جالب للرحمة والفلاح والفوز المبين . ثم تأتي الطبقة النبوية الأخرى "وذا النون " وهنا نقف مع الدعاء وأنعم بها من خصلة لنبين أنه أساس انفراج الكربات والمحن "فاستجبنا له ونجيناه من الغم " ونفس الأمر مع "وزكريا إذ نادى ربه رب .." فاستجبنا له "والخصلة المشتركة "ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " وفي تلك الأوصاف مايبعد الريبة والشركيات والتعلق بغير الله . ثم تأتي "مريم "وجعلناها وابنها ءاية للعالمين " في إرشاد لتعليم الأولاد الفضائل والخيرات .... ثم خبر يأجوج ومأجوج ؛ وكثرتهم وإيذانهم بقرب الوعد الحق حينها سيعلم أصحاب المظالم أين يكونون . وهنا يذكر الخالق " إن الذين سبقت لهم مناالحسنى " جعلنا الله وإياكم منهم؛تبيانا لأن المنهج الذي فصل والأخلاقيات التي بينت صاحبها من الكرمين؛ تخويفا ببيانا للحظة الحساب "يوم نطوى السماء .." "إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين " إن السورة لترشد للمكارم والمحامد والسلوكيات؛تبين فتجمل؛وتجمل فتفصل؛ تنويها بأفعال وأقوال وحياة أهل النجاح والفوز أصحاب الوحي والتنزيل؛إنها بحق آيات تفصل فجاج التقدم في الدنيا والآخرة "قال رب أحكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ماتصفون " سورة "الحج" بعد سور طوال بالمصحف أغلبها مكية تأتي سورة مشتركة مدنية ومكية؛يقال أنها نزلت ليلا ونهارا سفرا وحضرا ؛بها السلم وبها الحرب؛فصلت وتشابهت لتكون آية للعالمين؛ونذيرا لقوم يعقلون.... انتهت سورة "الأنبياء" بطي السماء كطي السجل للكتب ؛واقتراب الوعد الحق ؛وهنا الاستعداد للبعث بالأدلة الدامغة والبراهين القطعية. إن السورة بدأت بالبعث وتبعاته ومتعلقاته ؛ لتركز علي الحج والمسجد الحرام ؛وتختم بأمور عامة؛الظلم وعاقبة أهله ؛والقتال وسبله وهدفه وسببه؛ثم بينت السورة جملة من الاستدلالات والأمثلة المنطقية العقلية للخلق والخالق "الذباب" مثلا لذلك . تبدأ السورة بالنداء "ياأيها الناس " لتنبيه الأسماع والعقول "إن زلزلة الساعة " لتحريك المشاعر والقلوب ؛ليكون الحديث تخويفا وترغيبا؛تفسيرا للحياة ومنحنياتها المتقلبة؛إحياء للقلوب الغافلة ؛تعلقا بخالق الكون والبعث "يدعون من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه " لتكون السجدة تعظيما للموقف والحديث عنه "إن الله يفعل مايشاء " غير أن الخصومة بين النجاح والفشل والحق والباطل والكذب والصدق باقية مابقي الليل والنهار "هذان خصمان اختصموا في ربهم " لتفتح أبواب الطرقات برا وجوا لبيت الله الحرام "إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام " اقترن المسجد الحرام بسبيل الله لأنه شعيرة عظيمة ووسيلة للتوبة والخضوع للخالق جل جلاله ؛ وهكذا القتال يشرع بسببه "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ثم تكون النتيجة حتمية "وأن الله على نصرهم لقدير " لكن منهم الذين ظلموا ؟ "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق" ويقاس عليهم مالمثل ذلك يعرف بصنوه . وهنا تذكر السورة بعظم مخالفة الجماعة للشرع والتوحد على الباطل "وكأي من قرية أمليت لها ..." لتكون عدة أمور توحى بمعانيها الحياتية وسلوكياتها المتكررة ودروسها المتجددة "العقوبة والبغي "ذلك ومن عاقب بمثل ..." دعوة غير الله " ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل " تسخير الأرض والفلك "ثم المثال الواضح "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا " التعلق بالخاسر واتخاذ الطريق المعوج واتباع الأكاذيب والشائعات ؛أمور تخرب وتفسد وتهلك ....وتناسب السجدة عظمة الخالق جل جلاله "ياأيها الذين ءامنوا اركعو واسجدوا..." والتتمسكوا بالصلاة وتأدوا الزكاة وتعتصموا بربكم في سركم وعلنكم ؛بعبادته والإلتزام بتعاليمه وقرآنه ؛فنعم المولى ونعم النصير الدكتور :افاه ولد الشيخ ولل مخلوك

تصفح أيضا...