التراويح "15"
سورة "طه" إنه كلام الله الذي سمعه الفاروق عمر بن الخطاب فاستمع إليه بعقله وجوارحه فأسلم لله رب العالمين وآمن برسوله صلى الله عليه وسلم ؛إنها جمالية اللغة وحركية القرآن وتفعيل المعجزة والمكرمة الإلاهية إنه القرآن والوحي والتنزيل ...
"طه" سورة نزلت بمكة كما هو معلوم ترتبط بسابقتها ارتباطا وثيقا؛ بها حكم الله الكثيرة ودروسه الكونية العجيبة؛وتوجيهاته الدائمة المحيرة لأولي النهى والعقول ....
روي أن عمر قال لما قرأها "حق لصاحب هذا الكلام أن لا يعبد معه غيره " أو كما قال رضي الله عنه؛ إن صاحب القرآن لا يشقى أبدا ؛ولم ينزل للشقاوة به ؛فكيف بربكم تشقى أمة كاملة وعندها القرآن؟؛ إن الخلل في التعامل مع القرآن لا فيه يقيينا .
إن السورة لتبين قصصا عظيمة بين أسطر كل قصة جبال وقمم من الجمال اللغوي والأفعال العزيزة والتوجيهات السليمة؛ تحدثت عن "موسى والسحرة "وآدم "وأصول التوحيد والعقيدة " وأمور متفرقة يتطلبها المقام والزمان إذاك وهو زمان متكرر وأحداثه كذلك .
للرجوع للسورة كان وصف القرآن وقد فصل تعظيما له ولمنزلته؛ ليأخذ الأمر على محمل الجد والقراءة الحركية المنسابة مع الأزمنة والأمكنة المتعاقبة المتعددة"
سعي الرجل لمعاش أهل بيته ومخاطبتهم باللين مطلب شرعي "فقال لأهله امكثوا..."
وهنا الترغيب في الحركة والسعي في الأرض وعدم الاستهانة بكل حركة وسبب "إنك بالواد المقدس طوى" وتذكر الآخرة بعد كل فضل يتفضل الله به على العبد "إن الساعة آتية أكاد أخفيها ..." والشأن الصغير ورأس المال القليل والسبب الضعيف والحركة العادية ؛كلها أمور قد تغير صاحبها من حيث لا يحتسب "وماتلك بيمينك ياموسى " قال هي عصاى ..."
ثم إن الوسيلة جالبة للنجاح والخطابة والاقناع أمر ضروري "قال رب اشرح لى صدرى ..." كما أن السعي لمصالح الأهل مصدر من مصادر الرفعة "واجعل لى وزيرا من أهلي هارون ..."وذكر التعاملات والتذكير بها حافز للتقدم شأنها شأن المكارمات والاحسان فيفهم من "ولقد مننا عليك "وليست الشجاعة في الهدف إلا عامل نجاح له "لا تخافا" ...
كما يفهم من قصة موسى والسحرة أمور منها :
1: أن الترتيب والمواعيد ضرورية لأي أمر كان ."موعدكم ..."
2- أن الضحى وقت للحركة والعمل."وأن يحشر الناس ضحى "
3-أن الحياء سنة كونية "قالو ياموسى إما أن تلقي وإما ..." حياء السحرة من موسى النبي الكريم عليه السلام .
4- أن السحر والمخدرات والخمر والشعوذة أمور خطيرة على المجتمعات"يخيل إليه من سحرهم أنهى تسعى "
5- أن أبعد الناس منك يمكن إقناعه "فألقي السحرة سجدا "وبالقصة تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم"وألقيت عليك محبة منى ولتصنع " فذلك حال الأنبياء جميعا .
وتتكرر قصة آدم عليه السلام؛والحسد؛ووساوس الشيطان؛وتبيان سوء معيشة العارض عن ذكر الله؛
لتختم السورة بما بدأت به من عدم الشقاوة بالقرآن وأوامر ربانية تطمئن رسول الهدى وتشد من أزره حيال مايتعرض له من تكذيب قريش ومضايقتهم لدعوته؛وإقامة الحجة عليهم ؛
وإنه أمر شوهد بالعيان ودروس جلبت نتائج أضاءت مابين المشرق والمغرب؛صالحة للزمان والمكان فهل من معتبر ؟
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك