نعي الرفيق آبو امبرم
آبو أمبورم كلادو، في ذمة الله .. فإنا لله وإنا إليه راجعون . لقد رحل الشاعر والمثقف "آبو" في صمت تاركا خلفه تاريخا حافلا بالنضال والتضحيات من أجل الوطن وقضاياه العادلة .
تاريخ كان للطموح وقوة الإرادة دور هام في مراكمته كما كان للحركة الوطنية الديمقراطية دور بارز في تأطيره ، دون إغفال دور الجغرافيا التي ولد فيها "الرفيق" منتصف ثلاثينيات القرن الماضي ، حيث تعانق "فركان البظان" "اكصورالفلان" في أحسي أهل أحمد طالب، ضاحية فم لكليته بمقاطعة أمبود في ولاية كوركول.
بعد عقدين من الزمن ضاقت هذه المضارب على عقل وطموح الرفيق "آبو" فيمم وجه شطر "مصر" سنة 1958 لعه يأتي لأهله منها بقبس ينير به بعض دروب حياتهم المعتمة ، فكان له ما أراد حيث عاد عام 1967 مضلعا بعلوم اللغة العربية والفقه والتاريخ التي نهلها من أساتذة الأزهر الشريف ومشايخه . كانت أول مشاريعه "تنمية مجتمع الفلان" قصد تطويره اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، قبل أن يتسع أفقه إلى مشروع أكثر طموحا وشمولية وهو مشروع "تنمية المجتمع الموريتاني " الذي استمده من برنامج "الحركة الوطنية الديمقراطية" بعدما انتمى إليها بداية السبعينات . وكانت تلك بداية مشواره السياسي كما كانت بداية مساره المهني الذي بدأه كمعلم في نفس الفترة تقريبا.
عرف الاعتقال عدة مرات، حيث اعتقل في كيهيدي 1987 على خلفية محاولة الإنقلاب العسكري الذي قاده بعض الزنوج، لكن الأمن أطلق سراحه لانتفاء أي صلة له بالموضوع. وفي عام 1989 أعيد اعتقاله في إطار أحداث تلك الفترة ثم أطلق سراحه ثم أعيد اعتقاله قبل أن تقرر الحركة تهريبه إلى السنغال لتأطير اللاجئين ومساعدتهم على استرجاع حقوقهم بالطرق المشروعة والسلمية ، فحقق في ذلك نجاحا كبيرا مما جعله عرضة لعدة محاولات اغتيال من طرف بعض المتطرفين.
عاد إلى أرض الوطن بداية التسعينات مكرسا جهده للنضال من أجل استعادة اللاجئين العائدين لكامل حقوقهم و ظل يدافع عن وحدة شعبه و يتصدى لكل تعصب عرقي قد يهدده. كما ساهم بفعالية إلى جانب رفاقه في إنشاء الجبهة الديمقراطية الوحدة من أجل التغيير ثم اتحاد القوى الديمقراطية فاتحاد القوى الديمقراطية /عهد جديد ثم اتحاد قوى التقدم الذي ظل عضو مجلسه الوطني حتى رحيله أمس، فلله ما أخذ وله ما بقى . إننا في اتحاد قوى التقدم، إذ نعزي إثر هذه الفاجعة أنفسنا، لنرفع إلى عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وكافة الشعب الموريتاني أخلص التعازي وأصدق المواساة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
انواكشوط، 2018/05/27
لجنة الاتصال