نص التدوينة
خلال الأيام الماضية كثر الحديث عن اتصالات قد تكون جرت بين قيادات في المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و قيادات من النظام ، و أكد البعض وقوعها و نفى البعض ذلك و جاءت التعليقات متباينة و إسهاما في هذا الأمر أورد الملاحظات النالية :
1 - ليس عيبا أن تجري اتصالات بين خصوم و حتى أعداء و ليس عيبا أن تكون علنية أو سرية فالسياق و الموضوع و الأجواء هي التي تحدد ذلك ، و مجرد التشكيك أو الاتهام لأن اتصالا وقع أو لقاء انعقد ينتمي لمنطق البساطة و العاطفية الزائدة و لا يليق بمن يعتبر نفسه سياسيا معنيا بالشأن العام .
2 - لقد كان المنتدى واضحا في أطروحته الأصلية حول الحوار عندما أوضح أن الحوار بالمعنى السياسي أو التفاهم الجدي مع هذا النظام يلزم أن يسبقه تمهيد يوفر الحد الأدنى من الثقة خصوصا أن تجارب الحوار السابقة أعطت الانطباع أن السلطة غير جادة فلزم الحذر و الاحتياط ، و من يثق في نفسه و في أطروحته لا يخشى اتصالا أو اجتماعا سريا كان أو علنيا .
3 - فيما أعلم خلال الفترات الماضية جرت اتصالات مع السلطة و أحزابها و كانت المبادرة منهم - مع أنه لا مشكلة في أن تبادر المعارضة أحيانا - و لكن هذه الاتصالات لم تنته إلى نتيجة و لعل السبب الرئيسي في ذلك هو عدم جدية السلطة و رفضها لما يستحق أن يكون مادة لمفاوضات جدية مع المعارضة الديمقراطية دون أن أنفي بعض الارتباك و التردد من جهتنا في المعارضة .
4 - سواء جرت اتصالات الآن أو لم تجر - و قيادة الطرفين هي من يملك التأكيد أو النفي - فإن الحاجة ملحة لتجاوز الوضع المتأزم الراهن و الإقدام على الاستحقاقات القادمة بالحد المعقول من التفاهم على قواعد اللعبة و ضوابط المنافسة و هو أمر يستلزم مبادرة العقلاء و تنازل الحاكمين و مرونة المعارضين و أخشى أن يكون الوقت قد ضاع أو كاد .