«حديث نساء» عبارة تثير جدلا بين ضابط مخابرات سابق و وزيرة سابقة مدافعة عن حقوق المرأة

أحد, 06/04/2025 - 14:02

أثارت عبارة استخدمها ضابط المخابرات السابق أحمد امبارك لمام، في إحدى حلقات بودكاست "مبتدأ" على قناة "صحراء 24"، جدلا، استدعى تعقيبا من الوزيرة السابقة والمدافعة عن حقوق النساء مهلة أحمد.

 

واستخدم الضابط عبارة "هذا حديث النساء" في سياق سرده خلال المقابلة لملابسات السيطرة على موقع حساس خلال المحاولة الانقلابية التي قادها فرسان التغيير سنة 2003 للإطاحة بنظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.

 

ووجدت الوزيرة السابقة ورئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة و الفتاة، في العبارة "وصفا سلبيا واستهزاء" غير لائق من أحد مثقفي هذا العصر وأبناء الأوساط التقليدية المعروفة بتكريم النساء، حسب تدوينة للوزيرة.

 

ولكن الضابط ردّ على تدوينة الوزيرة شارحاً قصده بالعبارة والسياق الذي جاءت فيه خلال المقابلة، قائلا إن العبارة "جاءت خلال عرضي لعملية عسكرية دقيقة نُفذت في ظروف انقلابية، وتحديدا أثناء شرحي لتكتيك السيطرة على موقع حساس".

 

وأشار الضابط الذي استفاض في شرح قصده، إلى أن العبارة "إذا ما أُخذت على ظاهرها قد تُفهم في غير مقصدها"، لافتا إلى أن "حديث النساء" في ثقافتنا، وكما نفهمه نحن أبناء الميدان، ليس ذمّا ولا قدحا، بل توصيف لما يقف نقيضا لمعجم الحرب".

 

تدوينة الوزيرة السابقة مهلة أحمد 

تابعت بكل اهتمام وتركيز هذه المقابلة …. المتشعبة والشيقة والمليئة بالمعلومات الدقيقة… بعضها مثير للاستغراب وللجدل… مع ضابط استخباراتي مثقف وطموح جدا…

لكنني فوجئت بانفعاله، دفاعاً عن نفسه في مرحلة ما من حديثه، ووصفه السلبي استهزاءً بالنساء : حين قال "هذا كذا وكذا ، هذي شقلة لعليات"… وهذا لا يليق بمثله من مثقفي هذا العصر ولا حتى بالفتيان أبناء الأوساط التقليدية المعروفة بتكريم النساء… إلا إذا كانت لديه رواسب من أولائك العسكريين المتشبثين بخلفيات ثقافية معروفة باحتقار المرأة ؛ أو حاشاه، بقية من بقايا تربية أقرب ما تكون إلى التخلف الثقافي والفكري.

وانتهز هذه الفرصة لأذكر حضرة الضابط أن للمرأة الموريتانية، على علاتها وقلة ظهورها، أدوارا، ولو غير مباشرة، منذ فترة مناهضة الاستعمار وحتى في مراحل لاحقة، مروراً بمرحلة بناء الدولة، وكادت مواقف بعض السيدات أن تؤثر على مسار الدولة… وفي مرحلة غير بعيدة من الآن، يُقال أن بعض السيدات ساهمن في نجاج انقلابين  عسكريين على الأقل …

وحتى أن بعض المراقبات للشأن العام، لاحظوا ان الشباب قادة انقلاب الثامن من يونيو قد فشلوا لأنهم افتقدوا  التجربة والحنكة السياسية والنضح… وربما بسبب غياب لمسة نسائية… 

ويجدر تذكير حضرة الضابط، إلى ضرورة انتباهه لنفسه في أحاديثه المستقبلية، حتى لا "تشيله الصيدح" إلى بعض التعليقات التي تعكس ثقافة الاستخفاف بالمرأة، أياً كان مستواها الثقافي أو الفكري، فإنها قادرة على التأثير في كل شيء… سلباً أو إيجاباً

 

 تدوينة الضابط السابق أحمد مبارك الإمام

الرقة حين تلاقي الصرامة، وحديث السلاح إذا غازل الحرائر!
--------------------
اطلعت باهتمام على تدوينة السيدة الفاضلة، مهلة أحمد، رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة، التي علقت فيها، مشكورة، على إحدى العبارات الواردة في مقابلتي الأخيرة، خلال عرضي لعملية عسكرية دقيقة نُفذت في ظروف انقلابية، وتحديدا أثناء شرحي لتكتيك السيطرة على موقع حساس. 
وذلك حين قلت: "هذا حديث النساء"، وهي عبارة إذا ما أُخذت على ظاهرها قد تُفهم في غير مقصدها. 

والواقع أن "حديث النساء" في ثقافتنا، وكما نفهمه نحن أبناء الميدان، ليس ذمّا ولا قدحا، بل توصيف لما يقف نقيضا لمعجم الحرب. 

فالنساء حديثهن رقة ورحمة، بينما الحرب لغتها الصرامة والانفجار. فشتّان بين حقل كله زهور وعطور، وبين حقل تشتعل فيه النيران!
إنّ لغة الميدان العسكرية، وخاصة أثناء العمليات، تقتضي استخدام مصطلحات حادة ومباشرة كالاقتحام والسيطرة والتحييد.. 
أما حديث النساء والحديث عنهن فأمر مختلف، ولا ينبّئك مثل خبير؛ فقد ذقنا مرارة الأسر في غياهب السجون، ولم نجد وفاء ولا صبرا أعظم من وفاء الحرائر وصبرهن في لحظات اليأس والضيق.. فكنّ أقوى من القنابل في صبرهن، وأوفى من كثير من رفاق السلاح!!.

والأنثى هي أجمل ما في الحياة لما فطرت عليه من الرقة والرحمة.. وأعظم إنجازاتها أنها لا تشبه الحرب في شيء، بل تنشر الحب والسلام!
وفي الختام، إن فهم من بعض تعبيراتي ما قد يحمل على غير مقصده، فأنا أعيده إلى طبيعة التعبير العسكري، لا إلى التقويم الاجتماعي. 
وإنني، إذ أحيي حرص السيدة الفاضلة على نقاء الخطاب واحترام الرمزية النسائية، أدعو في الوقت ذاته إلى تمييز السياقات، فليس كل ما يقال في الميدان يُقاس بميزان الأدب المدني.

تحياتي..
أحمد مبارك الإمام

تصفح أيضا...