مرثية الخليل النحوي لشيخ النباغية أحمد ولد عبد الله ولد إباه

جمعة, 16/03/2018 - 17:41

في رثاء الشيخ أحمدْ بن اباه تغمده اللـه بواسع رحمته
"أرح القوافي" / الشيخ الخليل النحوي

قالوا ارث أحمد، قلت عفوا، إنني==لأخاف ألّا أستطيع رثاءه
لا الشعر جاد عليّ فيه بدُرّه==وأنا هنا لا أستسيغ غثاءه
لم أًلْفِ في تيه الجوى سلوى ولا==منًّا، ولست بمبتغ قثاءه
أرأيت أعناق الكلام تطامنت==والخطب أعنقَ منضيا عنقاءه
أرح القوافـي واعتذر عنها بها==واترك لميدان الجوى بَلْقاءه
جبل أشمّ، كما ترون، فكيف أذ==رع باليراعة سفحه وسماءه؟
بحر خضم، ليس لي إلا دوا==ة، كيف أفرغ في دواتي ماءه؟
والكوكب الدري، كيف أخط في==طرسي الصغير شموخه وضياءه؟
إن سُمته أو رمته بعبارة==أرهقتها وبخسته أشياءه
سرّ تَكتّم فاسْلُ عنه واعتصم==بالصمت منه ولا ترم إفشاءه
إلا هماهم واجمٍ متنهدٍ==كي لا يمزق صمتُه أحشاءَه
فاقرأ بصمت حسن ذاك السمت في==سِفـْر تعاظم سَبرُه قرّاءَه
وتملّ فيه فَعاله ومقاله==وتولّ فيه ولاءه وبراءه
واستجْلِ منه صَلاته وصِلاتِه==واستحلِ فيه دواءَه وعطاءه
واستغن من ذاك البهاء إذا نظرْ==تَ بلمحة، واترك عليه غطاءَه
لا تُضْنِ أنضاء القوافي الشُمسِ في==إحصاء ما لم تستطع إحصاءه
ما رام طرف سبر غور الشَمـ==س في علياء إلا بادرت إقصاءه

الشيخ أحمد - إذ قضى - أفضى إلى==ما كان وجّه وجهَه تلقاءه
عبد أحب لقاء مولاه، سعى==فأحب مولاه الكريم لقاءه
رب كريم يحمد الساري سرا==ه إلى لقاه وصبحه ومساءه
يعتام بين جنانه ما يشتهي==ويجرّ زهوا حيث شاء كساءه
واللـه أخلف منه سادات لنا==كانوا - وقد عزّ العزاءُ – عزاءَه
لا ينحني الركن المتين تشده==أركان مجد حوله وإزاءه 
اللـه يحفظهم، ويجمع شملهم==ويعجل الشافي المجيب شفاءه
ويديمهم نورا يزيد توهجا==مهما أراد مكابر إطفاءه
ليظل َذاك السرّ فينا ساريا==ويظل يضرب في الرحاب خباءَه
قبسا حجازيّ المدى، بالمجتبى==يحبو فيضعف نولَه وحباءَه
ويكون من عهد الصلاة عليه في==آمادها ألف الوصال وباءَه

 

تصفح أيضا...