لا يمكن للحر الانطلاقة بقوة بدون أن يهدم جيل الأربعينية الثانية الأفكار والموروثات البالية التي أثبتت التجارب العملية، فشلها وإيجاد معطيات ومنطلقات ومسارات جديدة نتاج النقد المنهجي البناء المتفاعل مع الواقع الذي يعيشه جميع الأجيال الراهنة المهتمة بالقضية .
لقد بات من الضروري و الإلزامي على شباب الحراطين عموما والمناضلين منهم خصوصا أن يجلسوا مع جيل التأسيس بتأسيس مكتب الحر الوطني واللجنة العليا للحر في تولفة تجمع كل الأجيال وتضمن للحرس القديم قدرا من الحضور في جو من الأخذ والعطاء من اجل ردم الهوة وتقارب وجهات النظر حول القضية وسبل إيجاد حلول مناسبة لها, وذلك للنهوض بموريتانيا والسير بها إلى بر الأمان .
على جيل الأربعينية الثانية لحركة الحر توفير شبكة عنكبوتية واسعة تشمل مؤسسات مدنية عدة من مدارس ومستشفيات منظمات تخدم عموم المجتمع .
يطالب جيل الأربعينية الثانية أن يواصل في تبني نهج السلمية الذي ميز مسار الحر خلال 4 عقود مضت ، وأن يكرس روح العدالة والمساواة بين جميع الحراطين بغض النظر عن جهاتهم وإطاراتهم التنظيمية وكل من يهتم بالحراك قولا أو فعل فالمسؤولية تكليف وليس تشريف .
على جيل الأربعينية الثانية لحركة الحر ضرورة تعظيم دور النقد المنهجي للأفكار والمعتقدات السائدة ، والقضاء على الذاتية في اتخاذ القرارات والمركزية المطلقة ، بعد أن طغت خلال 40 سنة الذاتية خصوصا أن الديناميات التي تولدت عن الحر أصيبت بعقدة الذاتية القيادية والشخصنة الفردية .
يطالب جيل الأربعينية الثانية بتطوير الأفكار والمفاهيم بالتقييم والمراجعة المستمرة للأساليب والوسائل ونتائجها الإيجابية والسلبية وبالتالي وضع الحلول ، وذلك من خلال التربية على أن لا أحد فوق النقد ، مما سيزيد الكفاءات ويزيد العطاء ، خصوصا في ظل غياب النقد المنهجي عن الحراطين خلال 4 عقود ، رغم الفشل والانتكاسات التي اكتنفت مسيرتهم منذ 40 سنة مضت ، فلا بد أن يعي جيل الأربعينية الثانية ضرورة مراجعة تجربة 40 عاما ونقدها نقداً منهجياً لتقييم السلبيات، وتعظيم الإيجابيات وتقديم المقترحات والحلول .
على جيل اليوم الوعي أن جيل تأسيس حركة الحر وإن تموقع أفراد منه مع النظام فإن تاريخه وقدره ومكانته يلزم أن يظلوا تاجا على الرؤوس ومن المُنْكَرِ المنكر نكرانهما ، فمواقف الرجال ينبغي فهمها ضمن سياقها الزماني والظرفي لفهمهم وفهم مواقفهم ، دون إجحاف بهم وبقدرهم ودون تقديس لآرائهم منزوعة عن ظروفها ، ولكن ليس لتلك القيادات والرموز أن تتخذ من تضحياتها السالفة في سبيل الحراطين سيفا على رقبة الحر تحتكر به الحركة وتشخصنها في ذواتها بل يلزم دفع الحركة لجيل وتجاوز أجيال التأسيس الثلاثة في إطار القيادة العامة للحر ، مع عذر جيل الأربعينية الثانية جيل التأسيس في أقواله وأفعاله ومواقفه .
على جيل الأربعينية الثانية أن يعي أن انتصار أي فكر مرهون بانتصار السياسة ، مما يفرض عليه رفع مستوي الوعي النقدي والسياسي والتنظيمي لدي جميع الحراطين عن طريق النقاش وإبداء الآراء ، وأن يحلل نواحي الضعف والخلل في حياة الحراطين ، والتخلص منها بشكل دوري ومستمر.
على جيل الحراطين اليوم الوعي أن التعصب للأفراد أو الحركات أو المنظمات يُعجل في إصدار أحكام أحادية الجانب ، وعندما يتعصب الأفراد لقيادة حركة أو منظمة أو حزب ما فإنهم يرفعونها ـ أي القيادة ــ إلى درجة التقديس، فلا يقبلون نقدا لها ولا ينقدون أنفسهم ، حتى لو أخطأت خطأ فادحاً لا يمكن الرد عليها والدفاع عنها ، فترى أنصار تلك المنظمة أو الحركة أو الحزب يتعسفون في الدفاع عن قيادتها ، وينتج عن هذا التعصب فقد التنظيم لتوازنه، وقتل المواهب، وتصبح كل القرارات حِكرا علي رأس القيادة ، ويترسخ في العقل الباطن للقيادة أن التفكير والتوجيه تختص به دون توجيه أي نقد منهجي لتجاربها .
ختاما على الذين سكنهم اليأس والقنوط من حل مشكل الحراطين في كل الأجيال من مختلف المكونات لمجتمعنا أن يعلنوا إقصاء أنفسهم بأنفسهم فهم عقبة كأداء في طريق الحل فضلا عن عدم قدرتهم في الوقت الراهن على قيادة الحراك الراهن أو توجيهه ، على الأجيال الراهنة بجميع مراحلها ومكوناتها الجرأة بالقول بصوت صادح لم تعد العبودية اليوم مركز مشكل الحراطين بل سببا من الأسباب فقط .