يتحلى زين الدين زيدان بالكثير من السلطة والثقة داخل ريال مدريد، وعلى الرغم من الانطلاقة السيئة للفريق هذا الموسم، بدأت تزداد تلك الثقة في الفترة الأخيرة، بعدما أظهر قدراته الكبيرة في قيادة الميرينجي للعودة إلى المسار الطبيعي.
اتخذ زيزو في الأشهر القليلة الماضية عدة قرارات جعلت من شخصيته محور حديث الجميع، حيث أعطى دروسا في كيفية قيادة مجموعة لاعبي ريال مدريد، النادي الأكثر ضجيجا في العالم.
لم تكن طريقة تعامل زيدان مع الأزمات مجرد قرارات بمحض الصدفة، بل انتهج عدة أساليب لإحكام قبضته على الفريق، كمبدأ الثواب والعقاب، الذي يتبعه الآن مع جاريث بيل وإيسكو، وسبق وأن قام به مع خاميس رودريجيز وبيبي ورافائيل فاران وماركو أسينسيو.
وفي تقرير أعدته صحيفة (ماركا) بعنوان: "زيدان يصل لدرجة الماجستير في قيادة ريال مدريد"، وأشارت إلى أنه في مباراة باريس سان جيرمان قام المدرب أوناي إيمري بوضع آنخيل دي ماريا على دكة البدلاء حينها غضب النجم الأرجنتيني، ولكن على الجانب الآخر لم يشرك زيدان كلا من نجميه بيل وإيسكو في التشكيلة الأساسية ولكن لم تحدث أي ضوضاء وفاز الفريق.
أتت واقعة ركلة الجزاء الشهيرة بين إدينسون كافاني ونيمار لتشعل الوسط الكروي في فرنسا بشكل كبير، ولكن في ريال مدريد يبدو الفريق في حالة ترابط شديد وهو ما ظهر عندما تخلى كريستيانو رونالدو عن تنفيذ ركلة الجزاء لصالح زميله كريم بنزيما لكي يستعيد ثقته.
في غرفة خلع الملابس لا يوجد أحد يتحدث عن وضعية بيل أو إيسكو، الجميع يعلم أن الاختيارات التي يعتمد عليها زيدان ستكون الأفضل في تلك المباراة للفريق، حتى عندما لم يدفع بهم في لقاء العودة في باريس بجانب كروس ومودريتش، ومع ذلك قدم الفريق مباراة رائعة.
تعد الثقة المتبادلة بين زيدان واللاعبين أحد عوامل انتفاضة الفريق في الأسابيع الأخيرة، حيث ظهرت ثقة اللاعبين في مدربهم منذ العام الماضي بين شوطي نهائي كارديف أمام يوفنتوس، عندما شرح كيفية تسجيل ثلاثة أهداف من الأربعة التي سجلها ريال مدريد.
ولعل أبرز الأدلة التي تعكس تأثير زيدان على لاعبيه، عندما خرج قائد الفريق سيرجيو راموس بتصريحات عقب إقصاء باريس سان جيرمان، بأن الفريق دائما يؤمن بقدرات زيدان، كما سبقه الكرواتي لوكا مودريتش بتعليقه حول إمكانية رحيل المدرب حيث قال: "من الجنون أن يتم مساءلته بعد تحقيق كل تلك الإنجازات".
ومن ضمن الأساليب التي اتبعها زيدان لاسترجاع الروح هو التحدث بشكل مستمر مع اللاعبين، حيث يستطيع التحدث في النواحي التكتيكية مع أي لاعب داخل مكتبه بشكل مركز ودون خوف.
ويمكن أن تتلخص تلك العلاقة بين المدرب الفرنسي بالجميع إلى كونه شخص محبوب في غرفة خلع الملابس، سواء من اللاعبين أو الأجهزة المعاونة، مما جعل الثقة تتزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.