افتتاحية اصدر حزب الصواب، اليوم الأربعاء 04/12/2024 ، افتتاحية ، بعنوان "الخوف لا يبني الدول ", هذا نصها:
القوة التي يوصف بها وضع سياسي قائم، هي مجرد معنىً، يتجسد - أحيانا - في بعض مظاهر السلوك السياسي، أو الإجرائي، ويبعث برسالة "أمن" و "طمأنينة"، وسلام.
والضَّعف الذي يوصف به - عادةً - وضع سياسي قائم هو - كذلك - مجرد معنى، يعبر عنه التصرف.. أو الـلا تصرف، المتسم بالتردد، أو الميوعة، أو ضبابية الرؤية.. وكلها رسائل يلتقطها المجتمع بسرعة، ويتفاعل معها، توجساً، ورعباً، وخوفا من المجهول.
وعندما تقع الجريمة - وقد وقعتْ - فإن أسلوب التعاطي معها، يتحول - تلقائيا - إلى معيار، يقيس به الجميع، رصيد القوة، والشجاعة، والتماسك.. أو رصيد الضعف، والخور، والتخاذل.
الشعب الموريتاني - بكل فئاته وطبقاته - مرعوبٌ، ومُجْمِعٌ على ضرورة إنزال عقوبة الإعدام بالمجرمين.. ولو كان الشعب مطمئنا على "سِلْمِه الاجتماعي"، وعافيته.. وعلى جاهزية دولته للقيام بمقتضى المسؤولية، لما أعار الجريمة أي اهتمام، واعتبرها شأنا قضائيا يخص الفاعل والمفعول.
الجريمة قد تكبر إلى مستوى "الموبقات".. وقد تصغر إلى مستوى النزق الطفولي، رغم أن الفعل واحد في الحالين.
ضحايا البلادة من أهل السياسة، وأهل القانون، يحفظون - عن ظهر قلب - أنواع الجرائم، ويحفظون - تبعا لها - العقوبات المترتبة عليها، وينتهي الأمر.
لكن محترفي السياسة، وعلم الاجتماع السياسي، وبعض أهل العرفان من المتصوفة، يعلمون - علم اليقين - أن لا تكرار في خلق الله، وأن كل فعل إنساني هو جديد، تحيط به ظروف جديدة، واحتمالات جديدة، وربما مصائر جديدة.
في ضوء ذلك، يحق للشعب الموريتاني أن يطالب الحكومة بتصرف استثنائي، يستجيب لجريمة يراها الشعب "استثنائية"، وخارجة عن مألوف الجرائم المعتادة، التي يغرق فيها القضاة والمحامون.
السياسي "الكفء" يقود الحدث السياسي من زمامه.. والسياسي بالحد الأدنى، "يماشي" السياسة كتفا لكتف، وجنبا إلى جنب.. أما السياسي الفاشل فيحاول أن "ينوشها" من ذنبها.. خطوة.. خطوتين.. ثلاث خطوات.. وترفسه بعيداً.
تصرفوا قبل فوات الأوان.!