الفصاحة لغته..والبلاغة نهجه..وبيان لسانه..صحراء تتفجر عيونا ماءها كالزلال..
هذا شاعر آخر انداح هائما بقوافي كرة القدم وخططها واستراتيجياتها..هجر مرابع شعراء شنقيط نحو فضاء أوسع ليتلو قصائد غجرية كروية تسافر إلى كل مكان..
لا بأس..بلد المليون شاعر.. أرضها كنوز من بشر..غنت لمفاتن الدهشة شعرا يحن له الشجر والحجر..إلا هذا الفتى الموريتاني محمدي العلوي..لون آخر لشعر آخر يستقطب كل أسراب الطيور المغردة..
محمدي العلوي محلل كرة القدم..فكر خاص..طرح خاص..يحلل بمهنية وكأنه ينظم قصيدة أخرى تسمد وتعبد صدر صحراء أنبتت زنابق شعر تعدت المليون..
هذا المحلل جاء في زمن بدأ فيه المحللون ينقرضون كحال الديناصورات..
جاء ليضيء معبد التحليل بأدوات أخرى وبطرح منطقي يجعل قراءته للمباريات قصائد مقفاة تغلي على شفتيه كأنها سبيكة تلمع برمال الصحراء الذهبية..
هذا الموريتاني..يحلل بعمق..يقرأ الشاكلات بذكاء..يصيغ كلامه بوعي..يرتب أفكاره وكأنه جواهرجي يصفف جواهره الثمينة على رف الإغراء..
لم نعد نبالي كثيرا بتحليل اليوم الذي بات آراء سطحية لا تبنى على منطق الأرقام والتحولات العميقة في أساليب اللعب..لكن هذا الموريتاني أعادنا من جديد إلى دائرة الانتظار والترقب..
محمدي العلوي..محلل بعمق شاعر..وجدان ينبعث من رمال ملتهبة..تمرد على قيود التحليل الخطابي.. التحليل مدرسة عتيقة جاء أخيرا من يقرع جرس معبدها.. ويعيد لها شيئا من ماء الوجه..
محمد العولقي