(الانفتاح)
الحرص على نقل حالته الصحية والإنسانية إلى مواطنيه بدقة وبدون إبطاء، سمة عرفت عن العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، وقد لا تكون بمعزل عن الحالة السياسية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع المغربي المتسمة بقدر من النعومة والانفتاح والشفافية مقارنة مع بلدان عربية عديدة ، يسيجها انغلاق وتحجر متزايد على صعيد بنية ووظيفة الانظمة الحاكمة فيها وانعدام الشفافية داخل أجهزتها وفقدان القدرة على التطور والتكيف مع التحولات الهائلة على مستوى وسائل التواصل والبث التي جعلت التكتم على الأمور الهامة بالنسبة للرأي العام ومنها صحة الرؤساء والشخصيات العامة مدعاة للتسريبات وما يرافقها غالبا من إشاعات وتضخيم.
طمأن مواطني بلده من خلال بيان تحدث فيه بشكل دقيق عن حالة قلبه الصحية « اضطراب في الإيقاع الأذيني » مصحوبا بصورة جمعته بعائلته داخل المصحة التي اجرى بها العملية، وهو سلوك جديد على أنظمة ومؤسسات الحكم في البلاد العربية، التي جبلت على التكتم المصاحب للفساد بمعناه الشامل وجذره المتأصل القائم على إسائة استخدام السلطة لأهداف ذات مرامي ضيقة تستوجب السرية والكتمان، وهما ركن ودعامة عقيدة الفساد السياسي والاداري والاقتصادي، وأهم حواضن التقوقع والتشبث بمفهوم السلطة الأحادية الصماء.
فهنيئا للعاهل المغربي على نجاح عمليته، ونتمنى أن نرى مزيدا من الانفتاح الرسمي في المغرب الأدنى والأقصى والأوسط، وبذل مزيد من الجهد لإقالة عثرة حلم اتحادنا المغاربي الذي مرت قبل اسبوع ذكراه 29 دون أن يلتفت إليها أي من انظمتنا الرسمية ولا نخبنا الغارقة في شبكات المصالح والولاء العشائري والعائلي والجهوي، في وقت تتحد فيه الدول الكبرى وتنزع شعوبها لمزيد من التكتل والاندماج