تناولت وسائط التواصل الاجتماعي صوتيات منسوبة إلى الأمين العام لمؤسسة المعارضة يتحامل فيها على الناصريين والبعثيين ويربط وجودهم بالقتل وهي اتهامات دأب دعاة التفرقة على بثها لإيهام بعض العوام بوجود صراع وجودي بين دعاة القومية في المكونين العربي والزنجي.
منذ نشأة الدولة الموريتانية ظهر طرحان إيديولوجيان:
الطرح الأممي بشقيه الماركسي والاسلاموي الذان لا يعترفان بالخصوصية الوطنية للبلدان ، فالاسلاموي يعتبر الوطن حفنة من تراب وأن وطن المسلم حيثما حل ووجد ، من إقليم الإيغور شرقا إلى نيويورك غربا أما الماركسي فوطنه الكرة الأرضية كلها وبيته الخاص الطبقة الكادحة من فنلندا شمالا وحتى جنوب إفريقيا جنوبا.
وحدهم القوميون هم الذين يؤمنون بوطن لهم يحرصون على هويته وعلى استقلاله ووحدته و تماسك مكوناته وتفاعلها تفاعلا حضاريا يثمن المشترك ويحرص كل الحرص على الخصوصيات الثقافية لكل المكونات.
لم يشهد تاريخ البلد الحديث صراعا بين دعاة القومية في البلد فآخر مؤتمر للطلاب والمتدربين الموريتانيين شهد تنسيقا بين الناصريين وحركة افلام واستطاعا سحق الماركسيين الذين ظلوا يستخدمون التمايز العرقي في البلد وترا يضمن لهم قواعد في مناطق الضفة من هنا تولدت عقدة الانتقام لدى البعض والخشية من سحب البساط من تحته حتى لا تجف ضرع لطالما ارتوى منها خطابه و توارى خلفها باثا سموم التفرقة والصراع الذي يراه حتميا.
عندما ضاقت الأحزاب اللبرالية والماركسية المعارضة في البلد بالقوميين الزنوج وعناصر حركة الحر وحدهم الناصريون من فتحو أذرعهم و حزبهم التحالف الشعبي التقدمي لأخوتهم من القوميين الزنوج وعناصر حركة الحر وجعلوهم قادة لا أعضاء ضاربين أروع مثال للإيثار والحرص على الوحدة الوطنية.
استطاعت MND اقناع بعض البسطاء من الإخوة الزنوج عن مسؤولية القوميين عن جرائم نظام معاوية في حق بعض الزنوج متناسين أن الماركسيين كانوا هم أكبر الحواضن السياسية لنظام معاوية .
ففي تلك الفترة لم يكن للناصريين في حكومة معاوية إلا وزيرا واحدا وهو وزير محو الأمية وولايات الضفة الثلاث التي يقال إنها شهدت أفظع الانتهاكات ولاتها كلهم يحسبون على حركة الماركسيين كما أن والي انواكشوط ووزير الدفاع والداخلية ومدير الأمن لم يكونوا قوميين فمن يا ترى كان مسؤلا عن تلك الجرائم ؟
لم يكن الطرح القومي يوميا لمسألة الهوية شفونيا و لا عنصريا فقد كان يدعو إلى ترسيم اللغة العربية كلغة جامعة لكل الموريتانيين كما كانت عبر قرون من الزمن وهنا استحضر مقولة الفقيه المرحوم القاضي يورو كيدا : لقد وضعت فرنسا حاجزا بيننا و اللغة العربية وأرجو من الله أن يسقط كما سقط جدار برلين ،كما ظل القوميون يدعون إلى تدريس وتطوير اللغات الوطنية وإدخالها في المناهج التربوية وهو ما توافق عليه الموريتانيون في الأيام التشاورية الأخيرة.
لقد كان الموقف الناصري من الإرث الإنساني واضحا لا لبس فيه فهم يطالبون بتصفية الإرث الإنساني في إطاره الشمولي و أن لا يقتصر على حقبة زمنية محددة وألا يقتصر على ضحايا قومية معينة فقد عانى الناصريون من انتهاكات الأنظمة قبل غيرهم فقدموا شهداء تحت التعذيب ودخلوا سجون الأنظمة قبل غيرهم لذى فهم يدعون لمحاكمات عادلة تنصف الجميع وينال فيها كل الجنات جزاء ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية.
على القوميين عربا وزنوجا أن يتنادوا لحوار قومي عربي زنجي فهم وحدهم الغيورون على هذا الوطن.
ستظل موريتانيا بلدا عربيا ذا خصوصية زنجية تماما كما هو بلد إفريقي ذو خصوصية عربية.
شيخنا محمد سلطان.
#تدوينات على الفيسبوك