مداخلة من خارج القاعة /   الدكتور با  ممادو دمبا - نائب عن حزب تواصل

اثنين, 25/12/2023 - 12:47

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
 
 

 

كان بودي أن أكون حاضرا اليوم  لنقاش مشروع قانون الميزانية للعام 2024، لكن ظرفا طارئا أعاق حضوري للجلسة وهو ما جعلني  أقرر نشر مداخلتي هذه  التي كنت سأقرأها.  

شكرا السيد الرئيس 
أنا بدوري أرحب بالسيد الوزير والطاقم  المرافق له، وأضم صوتي لزملائي النواب الذين انتقدوا في عدة جلسات محاصرة النائب في وقته وفي مداخلاته، فهذا أسلوب مزعج ويعيق عمل السلطة التشريعية. 
السيد الوزير
أنا بأسلوب الطبيب، سأتحدث عن ثلاثة أمراض خطيرة تتعايش في جسم بلدنا الضعيف منذ فترة، ويوشك طول تعايشها داخله أن يحولها لأمراض مزمنة لا حل لها بفعل عدم نجاعة العلاجات المقدمة، والتي  ربما تكون قد أكسبت فيروسات وجراثيم هذه الأمراض مناعة مضاعفة.

يتعلق الأمر بأمراض متخادمة بعضها يشد عضد البعض ويعزز تأثيره المدمر؛ أولها الفساد، وثانيها الغبن والتهميش وبصفة خاصة الاسترقاق ومخلفاته، وثالثها ماضي الإرث الإنساني وما صاحبه من قتل وتشريد وإفلات من العقاب وحماية للجناة.  

السيد الوزير 
بما أن وقتنا ضيق، سأتحدث عن الفساد فقط لارتباطه بقطاعكم، القطاع المسير للميزانية، ولعلاقته بموضوع الموازنة العامة للدولة ولتأثيره السلبي على المرضين الآخرين.  
أنا واقعي وموقن أن الفساد ظاهرة عالمية وحيث وجد التسيير سيوجد فسادا، لكن بعض الشر أهون من بعض. ما نعيشه غير مسبوق وسأكتفي بمثالين أو ثلاثة.
المثال الأول، الأرقام المعلنة من طرف المفتشية العامة للدولة، حيث أعلنت خلال تفتيش مشاريع بقيمة 60 مليار  أن حوالي 14 مليار منها صرفت بطريقة غير سليمة وخلال ستة أشهر فقط حسب تصريح المفتش العام بتاريخ 16 اغسطس 2022.
هذا الرقم مخيف، بل مرعب جدا! هل تعلم سيادة الوزير أنه إذا اعتبرنا هذا الرقم متوسطا وأسقطناه على ميزانيتنا هذه فإن حوالي ربعها أي 23% منها سينفق “بطريقة غير  سليمة“ حسب تعبير المفتش العام وهذا ما يعادل 230 مليار أوقية قديمة. 
المخيف في هذا  الرقم، السيد الوزير، أن ما ينفق “بطريقة غير سليمة”  يفوق جميع ما تقرر إنفاقه على التآزر ومفوضية الأمن الغذائي أي أن ما نهبه المفسدون، حسب  العبارة المهذبة “بطريقة غير سليمة” يفوق بأضعاف ما تقرر إنفاقه على هيئات تريد لها الحكومة أن تذيب الفوارق وتقضي على التهميش، ولست جازما بأن ما تقرر إنفاقه على التآزر والمفوضية أنفق بطريقة سليمة بل إن مؤشرات الفساد فيه بادية. 

المثال الثاني، تغول النواب والوجهاء والمقربين وسيطرتهم على الصفقات بدون وجه حق، ومن دون مناقصات وما تم تفويته بصفقات التراضي للهندسة العسكرية وأنير وغيرهما آل من دون مناقصة لنافذين مقربين من دوائر نافذة في السلطة حسب ما نشر مؤخرا. 

المثال الثالث، رصدت تكرار بنود غامضة في هذا  المشروع 2619 مرة في صفحات الميزانية التي لا تزيد على 600 صفحة؛ بل إن هذه البنود الغريبة والغامضة تتكر في الصفحة أكثر من مرة. 

وسأذكر  أمثلة من هذه البنود:
- بند تعويضات لوسطاء ظهر في ميزانيات جميع القطاعات
- بند صيانة معدات ورد بصياغات مختلفة في قطاعات عدة. 
- أما بند الأدوات والأثاث فقد تكرر عدة مرات.  
السبد الوزير 
إن تكرار هذه البنود  مزعج وحجم مخصصاتها أكثر إزعاجا، حيث  يزيد على عشرات  المليارات تخصص  لبنود غامضة لتتيح للمسير إنفاقها بطريقة أكثر غموضا. 

السيد الوزير 
هذا قليل من كثير، فواقع الفساد أصبح واضحا ومعاشا بشكل يومي.
 أرجو أن يتم تدارك هذا الوضع  وأن يعاقب المفسدون وأن نضع حدا لسياسة الإفلات من العقاب فيما يتعلق بهذا الداء العضال وأن لا يكون حال التعامل معه كحال التعامل مع الأمراض الأخرى التي أشرنا إليها.

تصفح أيضا...