الزمان: 23 نوفمبر 2023
المكان: قصر المؤتمرات
الموضوع: يوم التآزر
لم أر في مسيرتي السياسية والإدارية الطويلة - أحمد الله على ذلك وأتوب إليه من كل ذنب أو تقصير - لم أر قط مهرجانا أو تظاهرة رئاسية مثل يوم "التآزر" في حسن التنظيم وجمال الشكل وإتقان المضمون.
تميزت تظاهرة "تآزر" عن غيرها من التظاهرات بما يلي:
- الهدوء والانضباط بحيث دخل الناس وأخذوا أماكنهم بلا تهافت ولا ازدحام ولا صخب ولا ضجيج، كما هو معتاد في هذا النوع من المناسبات.
- جودة الربط أسلوبا ونهجا مع قامة أكاديمية بمستوى د. الشيخ سيدي عبد الله، صاحب الكلمات الشعرية والنغمة الجميلة، مما يدل على جدية الحدث.
- طبيعة الجمهور المكون من 500 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عامًا بمشاركة نسائية قوية، جلهم من طلاب مدارس الامتياز ومدارس الصحة العمومية، وأبناء الأسر المتعففة، والفئات المستفيدة من المشاريع الصغيرة والمشاريع المدرة للدخل… باختصار كان الرئيس وجهاً لوجه مع الشعب .. وحده على المنصة محاطا بالشباب. لا سياسيين، ولا وجهاء، ولا وسطاء من نشطاء الأحزاب وأصحاب المبادرات. كانت القاعة تتنفس عبق التضامن والوحدة والمساواة.
- بدأ الحفل بمديره المميّز، مثنياً على فكرة "تآزر" ومبرزا عبقرية الفكرة ودلالات الكلمة..ثم توالت مداخلات الشباب. هذه بنت استفادت من التمييز الإيجابي للدخول في مدارس الامتياز، وهذه تدرس في مدرسة الصحة، وهذا الشاب يحمل تحيات أسرته التي تجاوزت الفقر والإقصاء بفضل "التآزر"،
- وهذا الديكور العام المختلف تماما عن المألوف في مثل هذه المناسبات سرعان ما لفت انتباه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي نطق لسانه بما يملأ فكره وينبض به قلبه من أهداف ورؤى وتطلعات إلى الوحدة والتضامن والمساواة. فأمطر "تآزر" شكرا وثناء، وطالب بالمزيد. وسلم شيكا بمليار ونيف أوقية قديمة لصالح الأسر المتعففة ..
- وتضمن برنامج اللقاء تنظيم ندوية فكرية ونقاش حول التآزر والتضامن ومحاربة الفقر: الحاضر والمستقبل. وأعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا النقاش بين الإدارة والعمال وجمهور المواطنين.
غادرت الحفل وأنا مفعم بالأمل والرجاء وقدر كبير من الثقة في مستقبل البلاد.
هنيئا لمندوبية تآزر ، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.