لقد أبانت المقابلة التي أجراها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مع بعض وسائل الاعلام الخاصة، عن رؤية واضحة جسدها الحديث الصريح والجلي عن ما تم تحقيقه خلال مافات من المأمورية الحالية.
بدأ الحديث عبر قنوات التواصل الإعلامية المختلفة، وتهافت الكل يقرأ ويحلل و يستفيد، أول ما لفت إنتباه الجميع هو لغة رسينة واضحة المعالم وصلت مراميها قلب كل موريتاني.
تحدث رئيس الجمهورية بتجرد تام من تضخيم المنجزات التي تستحق التضخيم، تميز الحديث برؤية ثاقبة حول مستقبل واعد لدولة تخطو بثبات وتوأدة نحو التقدم و الازدهار، فخامة رئيس الجمهورية أعطى في رده على سؤال حول مكافحة الفساد رسالة قوية طعنت في خاصرة الفساد والتحايل على الأموال العمومية و صرفها في غير ما وضعت له وذلك عندما بدأ حديثه عن دور المفتشية العامة للدولة و عن تقريبها من مصدر القرار مشيدا بالتعاون بينها و الحكومة، وبالحرف الواحد يقول فخامته: (لقد بادرت فور تسلمي مقاليد الأمور إلى إتخاذ منهج جديد في مجال محاربة الفساد يقوم على المؤسسية والصرامة والاستمرارية .
المترصد لنص المقابلة يدرك ان هناك أسلوبا جديدًا بالتعبير عن معالجة هذه الظاهرة، من ذلك جملة -حق لها ان تكتب بماء الذهب- و هي قوله في محاربة الفساد ( لابد من الحرص على أن لا تكون محاربة الفساد هي نفسها فسادا ) إنتهى الإستشهاد .
لقد أكد فخامته على إيمانه المطلق بالفصل بين السلطات فلا مجال لممارسات توغل السلطة التنفيذية و تدخلها في شؤون القضاء الذي هو وحده مخول بالبت فيها دون أي تدخل أو توجيه وذاك ما يعزز تقوية مؤسسات الدولة ويرسي قواعد العدالة.
كما أشاد فخامة الرئيس بما تحقق من إنجازات مستدركا بتواضع و صدق تامين أنه لا يزال الكثير مما يتعين القيام به، كان حديثا عن إنجازات عضدتها الأرقام والشواهد الحية.
كان للتهدئة السياسية التي انتهجها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بندا في هذه المقابلة الصحفية حيث اعتبر فخامته أن الفكرة التي انطلق منها ومنذ يومه الأول في السلطة هي الإتصال و ربط الصلة المباشرة بكل الفاعلين السياسيين في البلد أحزابا وتيارات وشخصيات، جملة أخرى في حديثه عن التهدئة السياسية كانت بمثابة مبدأ عام لا مناص من إتباعه لنجاح سياسة التشاور وذلك عندما يقول بالحرف الواحد: ( لقد اتضح أننا يمكننا أن نتنافس في خدمة الوطن لا ان نتصارع فيها ) إنتهى الاستشهاد.
تعامل رئيس الجمهورية مع ما طرحه محاوروه حول مختلف القضايا التي تهم المواطن بتجرد تام لا بالتحايل على الأسئلة و التعاطي مع بعضها و تجاهل البعض الآخر ، كان لكل سؤال جوابه، حتى و لو كان السؤال ينتقد السياسة العامة للدولة.
لم تكن الشؤون الخاصة للبلاد داخليا هي الهم الوحيد لفخامة الرئيس بل كان ما يحدث في العالم من أحداث هاجسا لا يغيب عن تفكيره و الإهتمام بمعالجته، من ذلك أهم حدث يشهده العالم اليوم و هو ما يتلقاه الشعب الفلسطيني على أرض غزة من قتل و دمار و تهجير، رئيس الجمهورية سبق أن تفاعل مع هذا الحدث بما يستحقه، من ذلك تدوينته الشهيرة قبل حوالي أسبوعين و قراره الشجاع بالحداد على أرواح الشهداء بعد مجزرة مستشفى المعمداني بغزة و كذلك خطابه الشهير في قمة السلام بمصر. ولم تكن مقابلته اليوم بمنأ عن الحدث، من ذلك قوله في نهاية المقابلة (نتحرك في كل الدوائر الدبلوماسية من أجل الوقف الفوري لهذه الحرب المجنونة ومن أجل إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة) إنتهى الاستشهاد .
خلاصة القول أن هذه المقابلة أوضحت بكل جلاء و بشكل ملموس ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات في شتى المجالات وهي إنجازات معززة بالأدلة الدامغة و الشاهدة على أن فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أنجز ما وعد به خلال المأمورية الحالية و أن مستقبل البلد معه واعد ومفعم بالإنجازات التي تحقق ما يصبو إليه من أمن و إستقرار ورخاء إزدهار للبلد.