اِضربْ صهاينة الأسلاكِ والجُدُر
اضربْ يروا كلّ يوْمٍ أسْوَدٍ نُكُـرِ
ما جُرِّدَ السيف من قسَّام غزّتنا
إلا وكلّ جُسُوم القوم من دُبُــرِ
اِضْرِبْ.. فلا يومنا يعزى "لدحلنة"ٍ
ولا ربائبِ ثدي النفط والشذرِ
اِضْرِبْ وشرِّدْ بقطعان الشتات، وقد
صبحتهم ببشيرِ الويلِ والنذر
نكِّلْ وشرِّدْ فهمْ رجْسٌ ومزبلةٌ
وهم شتات الدم الملعونِ بالكفرِ
اِضْرِبْ فأنت انتقام الجيل من زَمَنٍ
تدحلنتْ "عرب التطبيع" والخورِ
أبا عبيدةَ.. علَّمنا خطاكَ فقدْ
أودتْ بنا العثراتُ السُّودُ في الحفرِ
أيقظْ بنا خالداً.. إنَّا على خدرٍ
رممْ لنا روحنا من حالة الخَدَرِ
لله درّ أبيكَ الهاشِمِيِّ أما
بالهاشميِّ أعزّ العزُّ في مضر..
كانتْ خرائبنا الظلماء مقبرةً
حتّى خَرَجْتَ لنا أبهى من القمرِ..
أزْجلْتَ في صوتنا حسَّ الزئيرِ.. وفي
قلُوبنا إرْثَ مجْدٍ غير منحسرِ
أطلقت للمجْدِ طوفانا ونحن بها
قطرٌ.. فما حاجة الطُّوفان "للقَطَرِ"
سكبْتَ في دَمِنَا مدًّا منَ "الضَّـفرِ"
وفي قلوبِ العدى بحراً من الجَزَرِ
هيا اغتسلْ نجل أيُّــوبٍ بمغتسلٍ
واغسلْ ظلام العدوِّ النذلِ بالشَّررِ
يا غزة اتشحي بالجرحِ وانتصري...
يا غزة انتصري.. يا غزة انتصري
يا أسْدَ غزّةّ ثوري وازئري مدداً
قد بدّلت حالة الخُسْرانِ بالظّفرِ
نحن الذين بكم نزهو، فمنتسبٌ
إليكمُ كُلُّ أوَّاهٍ من العِــبَـرِ..
وكلُّ مقهورِ دهرٍ هاله زمناً
ما ألحقَ الغرب بالأقصى على بطرِ
إنا حَمَاسٌ.. بها أنشُودَةٌ سلبتْ
ثُمالة الرّوحِ إنشاداً على وترِ
يا أيُّها الرّجُلُ الغَزِّيُّ كم ْحملتْ
نذارةُ الأرْضِ في مَمْشَاكَ من كبرِ؟
فلمْ يصلْ أحدٌ من قبلِ يوْمكِ ذا
منذ "الصلاحِ".. ولم نَعْثُـرْ على أثرِ..
نرمّم الرُّوحَ من ممْشًى سَـعَـيْـــتَ بهِ
وكانَ قبلكَ مهْدَ الياسِ والكَدَرٍ
من أي فَجْــرٍ أتى القسَّامُ يُخبرنا
يا نِخوةَ الأرض.. آهْ.. يا أجْملَ الخبرِ
يا غزةَ اتشحي بالجرحِ وانتصري...
يا غزة انتصري.. يا غزة انتصري
وقال قد أطلق الطوفانُ! قلت لهُ:
الموت يقتل هذا الموتَ بالقدرِ
يا أفصح النخلِ قد سافرْتَ في دَمِنَا
فدمْ إلى عزّةِ الأقْصى على سَــفَـرِ..
صبَّحتَ خيبرَ لا شُلّتْ يدٌ أخذتْ
بثأرها في سبيلٍ مُورقٍ نضرِ..
الأهل في غزةٍ ردوا لنا بَصَراً
كنَّا فقدناهُ رغمَ الكُحْلِ والحورِ
صنعْـتم النّصرَ أسيافاً "مطمَّحةً"
زهو ابن ياسين عطرُ الموردِ العمري
أحببتم الله لا تخْشَـوْنَ عرْبدةً
من آلِ شيطان.. "نتنِ" السورِ والجدرِ
يا غزة هذه الأيام موهبة
ولا تعد لموهوبٍ منَ العُــمُرِ.