هل كنت تعتزم الرحيل وتكتمُ ** ما كنت أحسب شاعرا يتكتّمُ
يا بوحَ حرفِك كيف أظلمَ يومُنا ** من بعد فجرِك ذلك المتجهم
قد بحّ صوتُك ثائرا ومنافحا ** متألما من هول ما نتألم
أججت حرفَك يا لَهولِ لهيبه ** يكوي الطغاةَ لهيبُه المتضرم
والنائحات نفثن حرفك بلسما ** لمصابهن، وأنت أنت البلسم!!
القدس نايك.. كم مسحت دموعها ** وشدوت تطرب بالنشيد وتألم
ها نحن نزفن رقصةً صوفية ** منهوكةٌ آهاتها تتحطم
فاسكب علينا من نبيذك رشفة ** يروي حمياها القلوبَ فتنعم
لله درك يا أعزَّ رجالنا ** يا أيها الرجل الأسيف المفعم
في قلبك الجرح الممض ودمعة ** رقراقة في مقلتيك وتبسم؟
قد كان قلبك حاملا لهمومنا ** فانهد حين انهد ركن أعظم
أثلج بأمداح النبي محمد ** قلبي فمدحك يا زكيُّ مقدم
ولقد عرفتك غارقا بمديحه ** فغنمت منه وطاب ذاك المغنم
لم تحو مجَدَك حفرة كلا فذي** كل القلوب حوتك وهي الأكرم
يا شيخ أوقدت الشموع قصيدة ** في الليل يغشاها الفقير المعدم
وشدتك ربات الخدور حكاية ** عربية فيها الفوارس تقدم
وطبول "بنجه" على جلالة قدرها ** ناحت عليك ونايها يتألم
حلاك بلعمش بمجدٍ تالد ** ولقد علا بك مجده المتقدم
الموت يكسر كل غصن يابس ** ماذا عليك من الردى يا برعم؟!