تابعت مقالا للأستاذ العميد ماموني مختار تحت عنوان "حصيلة مأساوية لأربع سنوات من مأمورية ولد الغزواني"، وبما أن ماموني شخصية إعلامية مرموقة سبق أن جمعتنا مؤسسة أخبار نواكشوط عدة سنوات، وقد واكب الأزمات السياسية التي شهدتها البلاد بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الراحل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، و كان يرصد الأحداث ويتابعها بشكل دقيق ويحلل المعطيات، وتعرض نتيجة ذلك لمضايقات كبيرة انتهت بفصله من الوكالة الموريتانية للأنباء وبدون حقوق، وقد أنصفه كغيره من أصحاب المظالم، نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمنحه كل حقوقه.
العميد ماموني مختار، رغم احترامي له وتقديري لتجربته الإعلامية الكبيرة إلا أنني أخالفه الرأي في المعطيات التي قدمها في مقاله، وأعتبر أنه لو بحث وتقصى ما أنجزه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لتبينت له الحقائق وأنصف الرجل الذي واجه ظروفا دولية صعبة تعامل معها بكل حنكة واقتدار، إنها ليست حصيلة مأساوية، وعليكم عدم التراجع عن انبهاركم بخطاب إعلان الترشح، فقد تعهد وأنجز، وللعهد عنده معنى، وتأكد أنه تميز عن سابقيه، فقد انتشل البلاد من واقعها السياسي والاقتصادي، فالرجل اعتبر أن عدوه اللدود هو الواقع المزري الذي يعيشه البلد ودخل في معركة حاسمة من أجل العبور بالبلد ليتخطى بأقل الخسائر أزمة كوفيد وبعدها الأزمة الاقتصادية العالمية التي أضرت اقتصادات دولية كبيرة، والأزمة الأوكرانية الروسية، كما أنه عمل على خلق جو سياسي هادئ، وقد أرسى دعائمه، وانشغل في تحقيق إنجازات اجتماعية لصالح الطبقات الهشة، ورفع سقف طموحات وآمال المواطنين.
من اطلع على حجم الإنجازات التي لم يعط لها الإعلام حجمها الحقيقي، لعرف أن الرئيس ولد الشيخ الغزواني عمل ليله بنهاره من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ولعل شهادة رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا وأحد أكبر علماء الأمة الإسلامية الشيخ محمد الحسن ولد الددو، في حق رئيس الجمهورية من خلال تسجيل صوتي شاهدة على ذلك، حيث أكد أن الرئيس غزواني مختلف في تعاطيه مع هموم الشعب، وأن موريتانيا تعيش في عهده في أمان وسلام وأخوة ومحبة، وأن العافية التي ينعم بها كل الشعب والأخوة بين مكوناته مصدر ارتياح كبير، ودعا في تلك الصوتية إلى إعادة النظر في الواقع والمقارنة مع ما كانت تعيشه البلاد من توتر وصراع قبل وصوله.
العميد ماموني، بما أنني أتابع بشكل مفصل ما تم إنجازه من تعهدات رئيس الجمهورية، أحسست أن من واجبي ذكر بعض هذه الإنجازات، التي طالت كل مناحي الحياة، دون تهويل إعلامي أو حتى دعاية مبررة، وفي هذا المقال سوف أتطرق لنماذج تبين حجم ما تحقق من أغسطس 2019، حتى الآن..
تعهد رئيس الجمهورية على سبيل المثال ببناء 3500 فصل دراسي في أفق 2024، للرفع من مستوى التعليم ومنذ فاتح أغسطس 2019، تم بناء نحو 2000 فصل دراسي، وتجري الأشغال حاليا في نحو 1300 فصل، حيث من المتوقع دخولها الخدمة في العام الدراسي المقبل 2023 - 2024، ومع نهاية المأمورية في يوليو 2024، سيكون عدد الفصول الدراسية المنجزة أكثر من 4000 آلاف فصل وهو ما يفوق بكثير ما تعهد به الرئيس في هذا المجال.
إن التداعيات الكارثية لجائحة كوفيد، والأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم، والحرب الروسية الأوكرانية، أدت إلى ارتفاع مذهل للأسعار بما في ذلك المواد الغذائية على المستوى العالمي، ولتخفيف هذه الأزمات طرح رئيس الجمهورية خططا استعجالية لحماية مواطنيه من معدومي الدخل ومحدوديه، وقد بلغ حجم التوزيعات الغذائية في العام 2021 حوالي 11 ألف طن وبغلاف مالي في حدود 2.5 مليار أوقية قديمة، وفي العام 2020 بلغ حجم المساعدات الغذائية الموزّعة حوالي 4000 طن استفادت منها 64 ألف أسرة، كما تم توزيع كميات من مختلف المواد الغذائية بلغت 19 ألف و285 طنا خلال سنة 2022 لوحدها استفادت منها 223 ألف أسرة من الأسر المحتاجة والأسر التي تعرضت لأزمات. وقد تمت تعبئة حوالي 5.5 مليار أوقية قديمة من أجل هذه العملية، وهو ما يعكس تصاعدا واضحا وبشكل متسارع، في حجم المواد الغذائية الموزّعة والمبالغ المرصودة لها وحجم الشريحة المستفيدة، سعيا لمواكبة طموح فخامة رئيس الجمهورية في إيصال المساعدة لكل من يحتاجها.
ولم يقتصر الأمر على التوزيعات الغذائية؛ بل شمل كذلك دعم القدرة الشرائية من خلال توزيعات نقدية انتقلت من حوالي 750 مليون أوقية قديمة في أماكن محدودة في العام 2020 لتصل إلى 7 مليارات و367 مليون أوقية قديمة في العام 2022 وفي معظم أنحاء البلاد بالتعاون مع البنك الدولي، وفي إطار برنامج المعونة الغذائية استفادت 70 ألف أسرة في معظم أنحاء البلاد في العام 2022. فيما بلغ حجم المستفيدين 27 ألف أسرة في العام 2021 حصلت على حوالي 3 مليارات أوقية قديمة.
كما تم تنفيذ جملة من البرامج المتخصّصة في هذا الصدد. من بينها برنامج دعم قرى الشريط الحدودي حيث استفادت 272 قرية محاذية للشريط الحدودي في ولايات الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه وكيديماغا، من توزيع آلاف الأطنان من المواد الغذائية وتمويل عشرات المشاريع المدرّة للدخل، كما تمت إغاثة المنكوبين من الفيضانات حيث تم تقديم مساعدات لأزيد من 12 ألف أسرة في العام 2022 استفادت من 857 طنا من المواد الغذائية. فيما بلغ حجم المستفيدين من المساعدة العاجلة في موسم أمطار 2020 أكثر من 20 ألف أسرة حصلت على 1500 طن من المواد الغذائية و11 ألف وحدة إيواء.
وفي إطار برنامج التغذية الجماعية والذي يهدف لمكافحة سوء التغذية لدى الأطفال دون 5 سنوات والحوامل والمرضعات؛ تم فتح 350 مركزا للتغذية الجماعية في معظم ولايات الوطن في العام 2022 استفاد منها 12.5 ألف من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. فيما بلغ عدد المراكز التي فُتحت في العامين 2021 و2020 ما يناهز 700 مركز لصالح 31 ألفا و500 مستفيد من الفئات المستهدفة، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج الكفالات المدرسية، والذي يجري تنفيذه في 645 مدرسة في جميع الولايات، ويصل عدد المستفيدين منه 66237 تلميذا، وقد تم تموين هذه المدارس خلال الفصل الدراسي الأول من هذا العام بأكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، وفي السنة الدراسية 2022-2021 تم تموين 635 مدرسة بـ1654 طنا من المواد الغذائية لصالح 66077، وفي 2020 - 2021 تم تموين 478 مؤسسة تعليمية بكمية 1051 طنا من المواد الغذائية. وفرت الوجبات المدرسية لما مجموعه 24237 طفلا على امتداد التراب الوطني.
وفي الفترة من أغسطس 2019 حتى نهاية 2022 تم رصد مبلغ 2 مليار و146 مليون و455 ألف أوقية قديمة لتنفيذ حزمة من البرامج تشمل تسييج المساحات الزراعية وتوزيع الآليات والبذور والأسمدة الزراعية وطاحنات الحبوب، مع تشييد أكثر من 220 حاجزا مائيا بغرض تشجيع الإنتاج الزراعي.
وخلال الفترة الممتدة من أغشت 2019 حتى نوفمبر 2022 تم إنجاز جملة من المشاريع في مختلف ولايات الوطن، بلغت في مجملها أكثر من 2000 تنموي، بين مشاريع التنمية القاعدية والأنشطة المدرة للدخل، شملت إنجاز شبكة المياه، وتوزيع المضخات المائية، كما شملت الأنشطة المدرة للدخل وتمويل مستودعات الغاز ولبِن البناء وورشات الخياطة والتبريد واستخراج الحجارة الكريمة، مع منح مبالغ مالية كنفقات تسيير عند الانطلاقة لأكثر من 260 مشروعا مدرا للدخل، وقد تراوحت المبالغ الممنوحة بين 500 ألف ومليون أوقية قديمة لكل مشروع.
وتقوم الحكومة بجهود كبيرة لدعم المزارعين وتحسين مستوى الإنتاج الزراعي وذلك من خلال اقتناء وتخزين وتوزيع الأسمدة والمدخلات الزراعية وتوفيرها للمزارعين بأسعار مدعومة من طرف الحكومة. وقد تمكّنت، رغم تأثر سلاسل التوريد العالمية، من تأمين احتياجات المزارعين من الأسمدة في العام 2022 الذي شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وهما من أهم منتجي الأسمدة عالميا. ورغم ذلك فقد وفر بشكل مبكر 25 ألف طن من سماد اليوريا و8000 طن من سماد ثنائي الفوسفات كانت كافية لاحتياجات الحملتين الخريفية والشتوية وتم بيعهما للمزارعين بأسعار مدعومة من طرف الحكومة.
كما تم تنفيذ برنامج خاص لإنقاذ الثروة الحيوانية في العام 2022 وقد مكن البرنامج من توفير 71570 طن من الأعلاف بيعت للمنمين بسعر مخفّض، في 79 مركزا للبيع غطت جميع المقاطعات والمراكز الإدارية، كما نفذت نفس البرنامج في سنة 2020 وتم من خلاله بيع 87500 طن من الأعلاف للمنمين، كما تم تمديد البرنامج سنة 2021 في ولايات الشمال من خلال تعبئة 7700 طن من الأعلاف تم بيعها بسعر مدعوم للمنمين في تلك الولايات الأكثر تضررا من الجفاف.
العميد ماموني لقد اخترت أمثلة من السياسة الفعالة التي واجه بها الرئيس غزواني الأزمات الدولية خصوصا جائحة كوفيد، حيث وجه أموالا هائلة للأسر الأكثر احتياجا لتخفيف آثار الجائحة على حياتهم المعيشية، ورغم ذلك واصل تنفيذ تعهداته في كل المجالات، ولدي إحصاءات شاملة بالإنجازات التي تحققت خلال أربع سنوات من حكم رئيس الجمهورية..
إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيواصل قطع خطوات استراتيجية في مجالات مهمة منها الطاقة النظيفة، والبحث العلمي، وتطوير وعصرنة المدن، وتشييد الطرق، بنظرة تبتعد عن الارتجال، ولا تستعجل النتائج، وتضع معيار "المكوث في الأرض"، ونفع الناس، نصب عينيها، ولكنها في الوقت ذاته لا تغفل عن "إطفاء الحرائق" بإجراءات آنية تصبر المعنيين في انتظار نتائج الحلول الاستراتيجية المتأنية.