حازت أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في النص والمناهج، جرى نقاشها بجامعة نواكشوط العصرية مؤخرا ، تحت عنوان "في الفعل والمصدر والوصف" (دراسة منظومات صرفية محظرية شتنقيطية متخصصة - نموذج من محظرة معطى مولانا) من إعداد الباحث محمد الأمين الدين على تقدير "مشرف جدا".
وأشادت لجنة النقاش المكونة من الدكاترة عبد الله السيد رئيسا ومحمد الأمين الناتي مشرفا و محمد الرباني من جامعة نواكشوط، ومحمد السيدي من جامعة محمد الخامس وحافظ إسماعيل علوي من جامعة ابن زهر بالمملكة المغربية الشقيقة، بتميز البحث، منوهة بسلامة اللغة وسلاسة التراكيب.
وأشار الدكتور الناتي في تعليقه على البحث، إلى أن الباحث "اختار موضوعا قل من يهتم به في هذا الزمن إذ يتحاشاه كثيرون بسبب صعوبته".
وعبر الدكتور حافظ إسماعيل العلوي أستاذ اللسانيات والفلسفة بجامعة ابن زهر المغربية عن إعجابه، مخاطبا الباحث بقوله" لقد ركبت الصعب حين تناولت فناً قَلّ أهله في هذا الزمن.. أغبطك على تكوينك التراثي الذي قل من يتسم به حاليا".
من جهته أشار الباحث محمد الأمين الدين خلال تقديم الأطروحة أمام اللجنة إلى أن عنصر الجدة في هذا البحث يتمثل في استدراك صرفي نادر في باب نَصَرَ، الذي طالما اعتبره أهل الصرف "شاذا" لا قاعدة له، في حين استطاع العالم اللغوي عبد الله العتيق الدين صاحب نظم "مستدرك الجوالب"، وهو أحد الأنظام المدروسة في البحث، إيجاد قاعدة دقيقة تضبطه.
وقدم الباحث في هذا السياق أمثلة على هذا الاستدراك، وخلص بعد استعراض أمثلة من جوالب الضم، إلى أن الضم في عين المضارع من "فَعَلَ" بالفتح يعتبر قياسيا، وجالبه هو وقوع حرف الإطباق عينا وحرف الراء لاما."
واستعرض الباحث المنهجية المتبعة، موضحا أنه عمل على جمع هذه المنظومات الصرفية الست حول الفعل والمصدر والوصف البالغة في عددها ستمائة وخمسة وسبعين بيتا ليباشر الاشتغال بشرحها وإكمالها وتأصيلها وإغنائها بما تحتاج من هوامش بيانية.
وأشار إلى أنه عمد في المقدمة إلى استنقاط مكونة العنوان (الفعل- المصدر- الوصف) وتبيين طبيعة المدونة المدروسة (الأنظام) وسبب اختيارها وإبراز ما يراه عنصر جدة أو إشكالية فيها (نظم مستدرك الجوالب مثلا).
وأضاف الباحث أنه حاول في المداخل التمهيدية التي شكلت العنصر الثاني من مكونات عمود البحث- بين المقدمة ومتن المدونة –الجمع بين نظرات عابرة في كل من جهود أهل الصرف القدماء وجهود الشناقطة فيه والجهد المبذول في المدونة المدروسة.
جرى النقاش بحضور عدد من المشايخ والأساتذة والباحثين والطلاب.
