أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن منظمة استثمار نهر السينغال، أصبحت اليوم بإنجازاتها الملموسة على أكثر من صعيد، مصدر فخر واعتزاز ونموذجا يحتذى للتعاون والتضامن شبه الإقليمي.
وأضاف سيادته في خطاب خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ال 17 لرؤساء الدول الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال التي انطلقت اليوم الثلاثاء في كوناكري، عاصمة جمهورية غينيا، أن المنظمة ستمثل في المستقبل رافعة فعالة لاندماج اقتصاديات الدول الأعضاء.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيد الرئيس الدوري لمجلس رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال فخامة البروفسور آلفا كوندي
أصحاب الفخامة والاخوة الاعزاء
السيد الوزير الأول
السيد رئيس مجلس وزراء منظمة استثمار نهر السينغال
السادة الوزراء
السيد المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السينغال
السادة اعضاء السلك الدبلوماسي
السادة ممثلو الشركاء في التنمية
السادة الحضور
سيداتي سادتي
أود في البداية أن أوجه خالص تشكراتي إلى أخينا فخامة البروفسور آلفا كوندي. رئيس جمهورية غينيا الشقيقة ومن خلاله إلى الحكومة والشعب الغينيين على الاستقبال الحار والضيافة الكريمة اللذين كنا موضعا لهما منذ وطئت أقدامنا أرض غينيا الجميلة.
كماأود بهذه المناسبةأن أحيي باسمكم جميعا القيادة والإلتزام المشهود لصاحب الفخامة البروفسور آلفا كوندي خلال رئاسته الدورية لمنظمتنا الاقليمية منظمة استثمار نهر السينغال على طريق تنفيذ الأهداف الكبرى للمنظمة المحددة في برنامج منظمة استثمار نهر السينغال خدمة لازدهار ورفاهية شعوب الدول الأعضاء، وما تم القيام به من أجل التحضير والتنظيم المحكم لقمتنا ال 17 هذه.
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
لقد تم الإعلان في نواكشوط في ال 11 مارس 1972 عن إنشاء منظمتنا، منظمة استثمار نهر السينغال التي أصبحت اليوم بإنجازاتها الملموسة على أكثر من صعيد، مصدر فخر واعتزاز وعملت بلا هوادة على تنفيذ أهدافها الاستراتيجية وشكلت نموذجا يحتذى للتعاون والتضامن شبه الاقليمي، وستمثل في المستقبل أداة لا غنى عنها ورافعة فعالة لاندماج اقتصادياتنا وتقدم دولنا وازدهار شعوبنا.
إن الإرادة الدائمة لمواصلة التقدم والتضامن التي كانت دائما تنير طريقنا تدفعنا أكثر بمناسبة انعقاد مؤتمرنا السابع عشر إلى الوصول إلى الأهداف التي انعقدت من أجلها قمتنا ال 17 التي يشكل انعقادها خطوة هامة على طريق تحقيق طموحاتنا المشتركة.
وبالرغم من حجم التحديات المرتبطة بالوضعية الدولية والظرف شبه الإقليمي، تمكنت المنظمة من المحافظة على نوعية أدائها وتحسينه .
ولا يسعنا في هذا الإطار، إلا أن نعبر عن ارتياحنا للإطلاق الفعلي للمرحلة الثانية من برنامج التسيير المندمج للموارد المائيةو مقاربته متعددة القطاعات والذي سيساهم من جهة في التحسين من التسيير اللامركزي للمصادر المائيةويمكن من جهة أخرى من تحقيق تنمية مستديمة من خلال نشاطات محلية في قطاعات الزراعة والصيد والصحة لفائدة السكان الأكثر هشاشة في حوض نهر السينغال.
ولابد من الإشارة كذلك، إلى تنفيذ الاستصلاحات الكهرومائية الجارية في "اكوينا" والتحضير المتقدم في منشآت "كوكو تانبا" وتلك الموجودة في "كوريا" و"كورباسي".
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
في الوقت الذي نعبر فيه عن اعتزازنا للحصيلة الإيجابية جدا، علينا أن نواجه المستقبل بعزيمة قوية. وعلينا أن نركز في هذا الإطار، على تعزيز شبكة النقل وتبادل الطاقة الكهربائية عبر الشبكة المربوطة بسد مانانتالي. ويبدو هذا الإجراء ضروريا لأنه سيمكن بشكل فعال من تحسين العرض الطاقوي لدولنا.
إن موريتانيا التي أنجزت مشاريع هامة لإنتاج الكهرباء من خلال الغاز، واستغلال مصادر الطاقة المتجددة، تضع تحت تصرف فضاء المنظمة فائضها في هذا المجال من أجل تعزيز العرض الطاقوي في شبه المنطقة.
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
وفي منظور تحقيق اندماج أوسع لاقتصادياتنا، علينا أن نعمل على زيادة جاهزية أدوات مهمة لمنظمتنا مثل نظامنا المندمج للنقل والمخطط الرئيسي لاستغلال المصادر المائية والسياسة المشتركة في مجال تبادل الطاقة الكهربائية والمخطط الرئيسي لنقل وتوزيع الكهرباء وبرنامج العمل الإقليمي لتحسين الزراعة المروية.
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
إن المرحلة المقبلة بالنسبة للمنظمة، يجب أن توضع تحت شعار: المحافظة على المكتسبات وتوسيع حقل الإنجازات. إن مصير منظمتنا يدعونا إلى مزيد من الالتزام والحيوية والتضامن.
إن هذا يستدعي كذلك مواصلة تكثيف تعبئة كل الأطراف المعنية من حكومات وشركاء فنيين وماليين وفاعلين ومهتمين وسكان محليين، لنبني جميعا فضاء مستديما للنمو والإزدهار المشترك والسلم في حوض نهر السينغال.
أتمنى النجاح التام لأشغالنا وأشكركم".
المصدر : الوكالة الموريتانية للأنباء