عبد العزيز بن فضله بن عبد القدوس أل اعبيدن اطال الله عمره ايقونة أطارية معروفة لدي الذين عرفوا اسرار مدينة اطار و أهلها المعروفين ’’ بأهل اطار اهل اطار ’’,, عرفانا فهو بحكم انتماءه الاسري الي بيتين اصيلين من المحروسة بأذن الله ( اهل اعبيدن أبا و أهل سيد باب ) يعتبر ابن ’’ ملكٌ لبطاح ’’ و هي عبارة تعني لغة ملتقي الاودية و اصطلاحا يعرف بها ابن بيت العز في العشيرة المعبر عنه بطعم التمر بقولهم ’’أحر من فلان ’’ , و من ذلك ما قاله احد اسلافهم الافاضل رحمه الله تعالي مجيبا بعضهم لما نهاه عن الافراط في تناول تمر تيجيب المشهورة بحرارتها : يا هذا هل يوجد في الكون ما هو ’’ احر’’ من ولد اعبيدن و ولد سيد باب ؟
عرفت عزيز أيام الطفولة حين كنت اعتاد الاحتياط عند دخول القصبة قادما من حي امباركه واعماره في طريقي الي بيت الجدود يقظا بزقاق الحي العتيق لكي أتجنب خشية المشاجرة ,,,المحذر منها والتي لا طاقة لي بها ,, لقاء عصابة كان يقودها علي الدوام ,,, و كقائد بلا منازع كان علي عزيز ان يثبت لجنوده المغترين بقوته انه اقوي من كل انداده الموجدين صدفة في طريقهم ,,,
ثم افترقت طرقنا و باعدتنا الأيام و ندرت لقاءاتنا و لم يبقي في ركن التعارف بيننا سوي بقية اخلاق مما ترك اسلافنا تنحصر في تبادل التحية عند اللقاء و السؤال عن الحال و بعض ذكريات زمان فرقة ابن مهيب بساحة المسجد العتيق حيث انه حفظه الله ورعاه حافظ علي احدي ضربات المديح المؤصلة,,,
التقيت به بمناسبة التعزية في امنا الشفاء صديقة والدته و قريبتها رحم الله الجميع فراق لي حديثه عن رؤيته السياسية التي تزامنت مع نهاية تاريخي السياسي فوجدت ان عزته الاصيلة تطارده في نهجه و ان العزة اخذته اكثر من مرة حين عرض عليه بعض الأثرياء المال مقابل التخلي عن خياراته السياسية التي تتسم كلها بمساندة الخاسرين في الانتخابات,, فمذ أيام الحزب الجمهوري وقف عزيزا صامدا ضد الاغراءات المادية المعروضة عليه من طبقة المال والاعمال و حلفاءها من مختلف الوجهاء و اختار ان يكون وجها للمعارضة و عنوانا دائما لها الامر الذي قاده الي تمثيل ما يزيد علي عشرات اللوائح المقدمة من طرف الأحزاب الزعماء السياسيين و غيرهم من المرشحين ,, و قد انضم في بداية مساره السياسي الي التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة قبل ان يلتحق باتحاد القوي الديمقراطية ليكون الممثل الشرعي للمعارضة التاريخية بقيادة الزعيم احمد ولد داداه و قبل ان تلقي به أمواج المعارضة الي حزب اللقاء الديمقراطي و مازال الي حد الان يبحث عن معارضة جديدة متجددة تمشيا مع نظرية المعارضة الدائمة التي تقتضي حسب فهمه للسياسة ,’’الوقوف الي جانب الخاسرين بدل الهرولة الي الفائزين حتما ’’ ,,, و في سياق تلخيصه لنظريته السياسية أجاب عزيزنا بنبرة العزة و بنزاهة فكرية غير مألوفة بعض الحضور حين تطاول عليه معرفا للسياسية بانها التفكير قبل كل شيء في المصلحة الوطنية قائلا : ’’ اسمع خوي انا امارس السياسة مذ عشرين سنة خلت و لا أتذكر انني خرجت من داري ,, و لا يوما واحدا ,,, مفكرا ,,,, في المصلحة الوطنية ,,,,