تلك الوداعة المرتسمة على وجوه البعض ليست على إطلاقها، لكل واحد معركته الخاصة التي يحملها ،يمشي بها بين الناس، يأكل بها ويشرب، ويتسكع في الأسواق وأحيانا ينام وهي حامية الوطيس... !
يصادفك وجه باسم ويخيل إليك أنه لم يجد هما، ومجرد أن يألفك وتألفه تتحول بسمته إلى ذكريات جميلة وهو يحكي لك مامر به من ويلات وكدر ...
كل المعارك مشروعة ،تحملها المواقف على الاشتباك بينها أحيانا مع الفكرة بداخلنا ،واحيانا مع الذنب وأخرى مع خياراتنا وحتى مع خيارات غيرنا...!
وفي الغالب الأعم تسلمنا معركة لأخرى وهذا هو أسلوب الحياة لإشعارنا أننا مازلنا نرتادها...!
وشر الناس من وجهة نظري أولئك الذين يحملون معاركهم الداخلية ويحاربون بها غيرهم مثلهم مثل من يحارب طواحين الهواء لأن المعارك الداخلية تحمل طابع عدم التصدير خارج الأرواح البته ...
وبالمناسبة ليس العكس صحيحا فمن حمل ملامح الحزن خارجيا لا يمكن أن يكون سعيدا في قلبه هذا الشخص وصل إلى مرحلة التلبس ومعركته أوشكت على القضاء عليه أتذكر مرّة أنني رأيت رجلا حزينا في ملامحه وهيئته ومشيته وكتبت هذه القطعة :" كل شيء في هيئته يوحي ببؤس عظيم ...
الحزن يتدفق من جنبات روحه أثناء مشيته المترنحة،كتفاه ضجران ، عيناه ذابلتان تحزهما تجاعيد غمرها الدمع غير بعيد ...
لا مكان لديه للمواساة ،فهو مستغرق في حزنه حد التماهي .
أتصور أن الزمن توقف به عند موقف أو لحظة فارقة وطافحة بالحزن ...
أظنه الحزن بعينين ولسان وشفتين ..وأظنه يجذبني إليه بقوة ....
سأبتسم وأهرب ....!"
والحقيقة أنني كنت شجاعة ، لم أبتسم ولم أهرب ...!
بنت الحسين