السيد ولد ابّاه يكتب مؤبنا الراحل عبد الله ولد اخليفة رحمه الله

أربعاء, 23/06/2021 - 22:46

ﺭﺣﻞ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 22 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻣﺆﺭﺥ ﺑﺎﺭﺯ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻭﺑﺎﺣﺚ ﻻﻣﻊ ،ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺛﻢ ﻃﻠﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﺧﻠﻴﻔﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻓﺮﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﺩﻳﻦ، ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻭﺧﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ .
ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺩﺭﻭﺳﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ ﻭﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻛﺎﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﺪﺭﺳﻴﻪ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻭﻓﻀﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﺎﺧﺘﺼﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺑﻬﺮ ﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻪ ﺑﻨﺒﻮﻏﻪ ﻭﺗﻔﻮﻗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻭﻣﺤﺘﺮﻣﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﺭﺏ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻭﺍﺟﺪﺍﺩﻩ ، ﻓﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻧﻮﺍﺫﻳﺒﻮ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﺍﻻﺻﻠﻴﺔ ﺗﻴﺠﻜﺠﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﺘﻔﻮﻕ ﻣﻦ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﺎﻟﺼﺮﺑﻮﻥ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻀﺮ ﻭﻧﺎﻗﺶ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺠﻜﺠﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ .1960
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺟﺎﻥ ﺩﻓﻴﺲ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺑﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻭﻣﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺻﺤﻴﺔ ،ﻓﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺣﻴﺚ ﻭﺍﺻﻞ ﺟﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮﺩﺓ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺘﺸﺒﺜﺎ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮﺩ، ﻣﻊ ﺳﻤﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺍﺧﻼﺹ ﺩﻳﻨﻲ ﻻ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺭﻳﺎﺀ .
ﺍﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ.

تصفح أيضا...