حذر عدد من الخبراء من مخاطر قلة النوم، وأشاروا إلى أن النوم أمر حيوي لترميم ظروف الفرد جسميا ونفسيا والحفاظ على توازنه وصحته بشكل عام.
وجاء ذلك ردا على الإستراتيجية الوطنية للصحة التي نشرتها وزارة الصحة الفرنسية وشددت فيها على تطبيق سياسة وقائية قوية كأولوية قصوى، كما حصرت أهم عوامل الخطر في التبغ والكحول والخمول البدني وزيادة الوزن والبدانة.
وندد الخبراء بعدم ذكر كلمة "نوم" في تلك الإسترتيجية الواقعة في 189 صفحة، مؤكدين أن النوم المنقوص أو المضطرب -أي الذي يتبع أنماطا غير نظامية- هو عامل خطر على الصحة العامة، وله تأثير سيئ في العديد من الأمراض.
وعبروا -في مقال نشروه بجريدة لوموند- عن دهشتهم من تجاهل المجتمع لمشكلة قلة النوم، في الوقت الذي تمنح فيه جائزة نوبل لباحثين عن عملهم على الساعة البيولوجية.
فالنوم الناقص -بحسب الخبراء- يؤدي إلى تغيير الهرمونات التي تنظم الوزن والشهية، وخاصة هرموني اللبتين والجريلين وكذلك الإنسولين، وبالتالي تسهل زيادة الوزن، وعندها تزداد مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. فكيف إذن يمكن الحديث عن الوقاية من السمنة وزيادة الوزن دون "خطة للنوم"؟
وللحرمان من النوم أيضا آثار على الجهاز المناعي، إذ يسبب انخفاضا في الخلايا الليمفاوية وتغيرا في الأجهزة المناعية التنظيمية الأخرى، وعلى وجه الخصوص يجعل الإنسان أكثر استعدادا للعدوى والإصابة بالسرطانات المعتمدة على الهرمونات مثل سرطان الثدي والبروستاتا.
وختم الخبراء بقولهم إن العالم يعيش "كارثة وباء قلة النوم"، وإن الفشل في مواجهة هذه المعضلة ربما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للأجيال الشابة. ودعوا السلطات إلى دمج مشكلة قلة النوم في أولويات السياسات الصحية.
المصدر : لوموند