نص التدوينة
كنت دائما من المستغربين استغراب اعتراض لمنع المرأة السعودية من سياقة السيارة و لذلك مرتاح لتمكينها من هذا الحق و صوتي مع الذين يطالبون بإعطائها حقوقها الأخرى و هي كثيرة ، و ليست عندي مشكلة في أن تعيش المملكة زمانها و عصرها انفتاحا و ديمقراطية ! دون أن تتمرد على التزامها و تدينها و قيمها .
لكن المشكلة هي اتخاذ هذه المسائل غطاء لما يتاقضها و يناقض ثوابت مسلم بها و من أبرز نماذج ذلك حملة الاعتقالات التي طالت علماء و دعاة و مثقفين و شعراء و صحفيين رجالا و نساء فكيف للانفتاح أن يجتمع مع التضييق و القمع و معاقبة الناس على الكلام و حتى على الصمت ، و من نماذج ذلك الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية عادل الجبير في الأمم المتحدة و الذي عرف فيه ما يحدث في فلسطين بأنه نزاع فلسطيني اسرائيلي فهو نزاع و ليس صراعا و لا احتلالا و هو خاص بأهله ثم لم يعد له مبرر كما صرح الرجل ، و خلت كلمة الجبير من كل المصطلحات و الجمل التقليدية التي درج العرب الرسميون على استعمالها يعوضون بها عن التقصير ، و من النماذج أيضا بعض المظاهر التي لا تناسب لا بمنطق القيم و لا بالنظر لحرمة الموقع و التي أهين فيها علم البلاد رغم كلمة التوحيد المرسومة عليه .
لست من أنصار فرض أنماط من التدين كما كان يحدث في السعودية و أدرك أن الالتزام اختيار ضمير لا ثمرة إكراه ، و لكن بنفس القوة و تزيد أعارض فرض أنماط من عدم التدين
على الناس سواء في السلوك أو السياسة أو الديبلوماسية .