منذ فترة تشهد العاصمة جرائم وتعديات وتلصصا بوتيرة متصاعدة؛ صاحَبها هلع شعبي طبيعي،ورافقتها كتابات أشد هلعاوأبلغ خطرا من إنسان الشارع على ما تبقى من رباطة جأشٍ عند الناس،فكانت ،إما شائعة لاخبرا أو رأيا لا تحليلا؛ لأن الفوضى العارمة غبَّشت الرؤية وبلقنت الاختصاص فأصبح كلٌّ يهرف بما لايعرف، وبات تأزيم الوضع على ماهو عليه وجلد الذات مخرجاً ومبررا من خلال تحميل المجتمع وتقاليده ومعارفه وقيمه نتائج فشل الدولة والطبقات التي توالت على الحكم ومنظريها ومحلليها ومصفقيها في خلق وإبداع منظومة بديلة أو مكملة تخدم مجتمع الكفاية والعدل وقيم الجمهورية في بلد مُحْدَث كان إلى ماقبل60سنة أدباي والخظارة والحلة والمحصر وآسكرة والفريق والعزيب والكسب هي التجمعات السكانية الأكثف في فضائه الممتد .
وبديهية ندرة الجرائم في مثل هذه الكتل صغيرة الحجم مترابطة الوشائج.
وبعد قيام الكيان تمددت وتنوعت التجمعات وانتفى عامل الترابط الذي يحول دون ارتكابات معينة وفوق ذلك تضخمت الحاجات وأضحت الكماليات ضروريات في زمن العجز عن تأمين الخبز الحافي وتحت ظل البطالة وضآلة الأجور، إن وجدت. والأنكى من كل ذلك غياب المنظومة التربوية التي تخدم مشروع مجتمع كل أركانه متداعية،إن وُجدتْ،أو معدومة أصلاً.
من هنا يجب توقع الأسوء مالم يُبْنَ على الشيءِ مُقْتَضاه.