النص هو تدوينة من صفحة السفير عبد القادر ولد أحمدو
حلم في روما ,,,
لا يروق لي التحدث بالأحلام و الحلم الوحيد الذي يراودني بفعل محبة بقيت راسخة في ذهني مذ فجر الوعي هو ان أري رسول الله صلي الله عليه وسلم الامر الذي لم احظي به الا في عهد مبكر من أيام الطفولة البريئة حين وجدت نفسي ذات نوم عميق في احدي ليالي ’’ زيرة سرتو ’’ الطاهرة من اوساخ الدنيا و من الذنوب التي لا يكلم الله مرتكبيها في الاخرة ,, قادما علي جماعة نورانية فسالت أهلها : ايكم النبي عليه الصلاة و السلام ؟ فأجابني بعضهم بكلام متقتضب لم اذكر منه الا ’’ الا تري القمر؟ " ,,, فأخذت من رده الذي رأيت تجسيده في الواقع اكثر من مرة درسا في الحياة العامة و العمومية خصوصا في ما يتعلق بالتعامل مع الاخر ,, مفاده حكمة تتمثل في المثل الشعبي : ’’ ال ما شاف السماء لا تنعتو لو’’ ,, و هو مثل يضرب ,, لنا مثل الخير ,, في من لا يريد ان يقبل بحقيقة ثابتة لسوء نيته,,,
و بالمقابل علمني الحلم النبوي الشريف و علمتني الأيام ان الحكمة الكبرى تتجلي في درس مفيد علي المستوي الشخصي يكمن في حسن النية و ما يترتب عليه من حسن الظن بالأخرين كرصيد أخلاقي لا يمكن ابدا ان يضر صاحبه في حياته الخاصة و لن يجد اذا هو تمسك به في الطريق الا الخير ,,
لكني بحكم التجربة علي وجه الخصوص في ميدان السياسية نظريا و عمليا ادركت ان الاحلام و الاخلاق شيء و ان الواقع أشياء اخري كما تيقنت من استحالة انتهاج السلوك الفاضل في عالم يفتقد الاحلام مذ زمان ولي ومن يدري انه سيعود ومتي ؟ سوي الله سبحانه وتعالي ,,,
نعم لقد ولي الزمان الذي كانت فيه السياسة مدعاة للأحلام الجميلة و للحلم بعالم يكون فيه الناس امة واحدة و صار قدماء الحالمين في مقام المصلين المبتهلين بصالح الدعاء الذين يرتعشون خوفا من ان ينفجر العالم تحت اقدامهم بعد ان سعوا الي تغييره من الأسوأ الي الاحسن او الي الأفضل ,,, و انحصرت احلامهم في البحث عن وسيلة لتجنب الانزلاق نحو ما هو أسوأ ,,
في عالم كهذا صارت النظريات السياسية بمثابة اضغاث أحلام و صار التعلق الا واقعي بها ضربا من ضروب العصبيات البائدة و فقدت السياسة طعمها في اختلاط الحابل بالنابل و غاب الطموح السياسي في خفق الرؤي و ذاب الخيال في متاهات المحال ,,,
و في عالم كهذا لا ادري كيف بعد ان انهيت حدادي علي السياسة بمعني العمل السياسي او علي الاصح بمعني التحزب و بعد ان جففت دموع الحداد نهائيا وجدت ذلتي ذات منام بليلة من العام الماضي في روما حيث كنت أشارك في ندوة الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي حول تحديات العالم اليوم في حلم سياسي كبير تمثل في حفل بهيج حضرته كل الوجوه التي عرفتها او اعرفها من الاحياء و الموتى في المشهد السياسي الموريتاني بحضور الرئيس الحالي و الرؤساء السابقين و زعماء الأحزاب و رموز التيارات الدينية و السياسية و الفكرية و اعيان المجتمع الأهلي و مشاهير المجتمع المدني و الإعلاميين و كبار ضباط الجيش والامن و المقاولين و جمهور غفير من الوجوه البارزة رجالا و نساء ا , شبابا و شيوخا ,, و لا اعرف لماذا بالضبط وجدت نفسي في ختام الحفل بحكم بروتكول محكم الي جانب كل من رجل الاعمال الراحل سيد محمد ولد عباس رحمه الله تعالي و الشريف و لد عبد الله اطال الله بقاءه و علي مقربة من الزعيم احمد ولد داداه حفظه الله و رعاه و كيف و لما ذا و باي صفة تم اختياري لألقاء كلمة توافقية كانت مقتضبة جدا و رحب بها الجميع حكومة و موالاة و معارضة ,, بأريحة بما في ذلك زعيم المعارضة التاريخية احمد ولد داده الذي رد علي مبتسما بكلمات مقتضبة لم يبق في ذهني منها لما استيقظت من نومي العميق في غرفة فندق مريح يوجد في حدائق روما وخلف اسوارها الخالدة سوي قوله : ما فم ش اكبر من كٌدو ,,,,