فريدة أحمد ـ للجزيرة نت
الشجار الزوجي في العيد طقس موسمي ربما لا يخلو منه بيت، ويتحسب له الكثيرون في الأيام الأخيرة من رمضان. ومع اختلاف الظروف هذا العام بسبب إجراءات العزل التي تفرضها تداعيات كورونا يتوقع المختصون أن الخلافات الزوجية بهذا العيد أكثر وأسوأ.. لكن لماذا تنتشر الخلافات الزوجية في العيد؟
توضح ريهام شاهين، مستشارة العلاقات الزوجية، أن هناك أسبابا متعددة لخلافات العيد بين الأزواج والتي قد تتطور إلى شجار كبير قد يعجز الطرفان عن استيعابه ويترك آثارا سلبية على العلاقات الزوجية، ومن أهم تلك الأسباب:
1- مشكلات مادية
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات الزوجية في العيد وقبله بأيام قليلة، هي الماديات.
تحتاج متطلبات العيد بما فيها من ملابس وولائم وهدايا مادية "العيدية" إلى ميزانية إضافية، وهو ما يشكل ضغطا ماديا على كثير من البيوت مع غلاء الأسعار والأحوال المعيشية الصعبة.
2- ضغوط خلال رمضان
تعاني الزوجة من ضغوط كبيرة خلال شهر رمضان، في تحضير الطعام بمواعيده في الإفطار والسحور، والاهتمام بالمنزل والأطفال، بجانب العبادات من صيام وقيام ليل، وعدم استطاعتها النوم بصورة طبيعية، ما يجعلها عرضة للانفجار وافتعال المشاكل لأهون الأسباب.
3- خلافات أسرية
في ظل وجود خلافات بين الزوجين أو مع عائلة أحد الزوجين، يصبح العيد فرصة سانحة لخلاف كبير، خاصة مع الزيارات العائلية.
ويكون الأشخاص مستعدين نفسيا قبل الزيارة بأن هناك مشكلة ما سوف تحدث، وبالفعل تحدث، ويكون هناك نوع من الترصد وتصيد الأخطاء على النظرة والكلمة واللفتة، أو حتى على المشاكل بين أطفال العائلة.
4- اختلاف وجهات النظر
ربما يميل أحد الزوجين إلى الراحة واستغلال عطلة العيد في النوم، ويميل الطرف الآخر إلى التنزه والخروج والزيارات والمناسبات العائلية والاجتماعية، ومع عدم إمكانية ذلك في الوضع الحالي بسبب كورونا، ربما يصبح المناخ أكثر صعوبة ومهيأ لمعارك وشجار.
كما أن عدم الاتفاق بين الطرفين على كيفية تمضية أيام العيد، يخلق مناخا سيئا يتسبب في العديد من المشاكل.
5- عادة متوارثة
حين ينشأ الأطفال بين أبوين دائمي الشجار والخلافات أيام العيد، يترسخ في العقل الباطن لديهم الرابط بين العيد والمشاكل.
ودون أي تعمد أو شعور يستعيد العقل الباطن ذلك الرابط، ويبدأ الأبناء بعد زواجهم بمواصلة عادة آبائهم في الشجار في فترة العيد.
كورونا يزيد من خلافات العيد
في ظل الظروف الحالية التي فرضها وباء كورونا من عزلة وقلق وضغوط نفسية وعصبية يعاني منها الكثير من الأشخاص، تؤكد ريهام للجزيرة نت، أن الخلافات الزوجية في هذا العيد ربما تتصاعد أكثر وتصبح أسوأ.
وتضيف "الزوجات يعانين من هوس التعقيم والتنظيف، والأطفال معزولون، والزوجان يقضيان فترات طويلة جدا في البيت منذ أكثر من شهرين، والجميع على أهبة الاستعداد للانفجار بسبب الضغوط النفسية والعصبية جراء كورونا".
وتوضح ريهام أنه ربما لن تكون الخلافات المادية حاضرة بقوة، بسبب عدم الحاجة لشراء ملابس العيد أو إعطاء "العيدية" للأطفال بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، لكن ربما يكون الخلاف بسبب تخفيض الرواتب أو فقدان العمل أو حتى بسبب عدم الزيارات العائلية والحالة النفسية والمزاجية، قائلة "سيبحث كل شخص عن أي شيء للخلاف لإخراج الطاقة السلبية المكدسة داخله".
كيف تتفاداها؟
يحتاج الزوجان إلى الهدوء والتروي قبل الإقدام على الشجار، وتنصح ريهام باتباع الخطوات التالية لتفادي "شجار العيد" الموسمي.
1- الهدوء والتروي واستيعاب كل منهما الآخر.
2- التفاهم والاتفاق حول كيفية تمضية فترة العيد، سواء في الزيارات العائلية أو العزومات أو الخروجات والتنزه أو حتى وقت الراحة والهدوء.
3- الاتفاق على متطلبات ولوازم العيد مع مراعاة الميزانية والظروف المعيشية، بمعنى إذا كان عدد الأسرة كبيرا يكفي أن يشتري الأب قطعة واحدة فقط لكل ابن حتى يشعر بفرحة العيد.
4- وضع الأطفال في الاعتبار، وتفهم أن ذلك الشجار الموسمي سيرتبط بأذهانهم مدى الحياة، وسيتوقعون الخلاف مع كل عيد ويمارسونه في الكبر.
5- التعامل مع الخلافات الأسرية بذكاء وتفهم، وإدراك أن الخلافات تحدث في كل بيت ويجب احتواؤها، ولا داعي لخوض جدال أو خلاف أمام الأطفال، كما أنه من الضروري استيعاب أي خلاف في بدايته حتى لا تسوء الأمور.
6- تفهم الوضع الحالي، والظروف السيئة التي يمر بها الجميع في الوقت الراهن بسبب كورونا، ومحاولة التغاضي عن أي هفوات تحدث وعدم الالتفات إليها وجعلها مشكلة كبيرة.
المصدر : مواقع إلكترونية