العنوان من تحرير مراسلون اما الكاتب فقد عنون منشوره ب :
رحلة في الوظيفة العمومية 8
فى رحاب صناعة التعينات
يوم استدعائي إلى مقر الوزارة الأولي القديم كانت الصحافة المستقلة ترابط في حديقتها لمعرفة من هم الوزراء الجدد و لم يفت علي الصحفي احمد ولد الشيخ من جريدة القلم بأنني حاولت الدخول من الباب الخلفي المخصص للوزراء و بعد أن منعني الحرس امرت السائق بالدخول من البوابة الكبري المخصصة للجمهور و عموما استقبلت الصحافة المستقلة خصوصا المتفرنسة منها و المحسوبة على المعارضة تعييني بإيجابية ملحوظة حيث رأت فيه مكافأة متأخرة لمن وصفه بعضهم بالناطق غير الرسمي للنظام و المدافع عنه في منابر حقوق الإنسان و قد تسببت لي تلك الإيجابية في بعض المشاكل باوساط من النظام طالما اعتبرت اني أضع رغم اندفاعي القديم معهم قدما في المعارضة ..لكنها ساهمت في تعزيز الانطباع لدي صانع القرار الذي كان يقدر في سلوكي نزعة استقلالية الرأي و قد استغلها بواسطة ديوانه " بشؤون اخري "
كان ذلك عبر تكليفي الباطني يدور سياسي مركز على الدعاية المضادة و مبادرات المجتمع المدني إضافة الي التقييم الموضوعي للوائح الأطر الذين يتعين تعينهم فى المناصب . . كانت الأمور واضحة ففي مهمتي ككاتب دولة مكلف بشؤون اتحاد المغرب العربي كنت اعمل بالتنسيق التام مع وزارة الشؤون الخارجية و تحت إشراف صديقي و اخي معالي الوزير محمد فال ولد بلال الذي لم انازعه الأمر..
لكنني كنت مستقلا في إدارة الشؤون الأخري التي شملت إعداد لوائح الكثير من أطر تم استخدامهم في الحملات السياسية و تم تعيين العديد منهم في مناصب عليا قبل أن يتقلد في مراحل اخري مناصب وزارية و حتي وزارات أولي....و سأعود ان شاء الله في مناشير تفصيلية إلى جزئيات من تلك التجربة التي اعتمد عليها في مراحل اخري حيث أنني اذكر انه في يوم كهذا قبيل السابع عشر من رمضان المبارك طلب مني صديقي و اخي احمد ولد محمدن ولد الطلبة المكلف بنواة حملة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ان اساعده في اختيار الأطر و في الخطاب السياسي و ذلك بعد أن اوعز الي المرشح الفاضل الوقور نفسه الاتصال بي لاناقش معه في بيته ملامح مشروعه الأمر الذي تم في جو من الطيب و الخلق الرفيع .. و كنت أول من اقترح باللغة الفرنسية شعار
Le Président qui rassure
الذي تمت ترجمته الي اللغة العربية بلفظة الرثيس المؤتمن
و بعد الفوز في الانتخابات و في سياق تشكيل حكومة دولة الوزير الأول الزين ولد زيدان زارني صديقي احمد ولد محمدن ليلا علي وجه الاستعجال ليطلب مني رأيي في شخص وزير الخارجية فأجبته بديهية وزير الخارجية يجب أن يكون من أصدقاء الرييس المقربين الذين يثق فيهم و عليك ان تقول له ان يختار وزيره ضمنهم علي ان يعين وزيرا منتديا من بين الدبلوماسيين و اقترحت عليه اسم سفيرنا في جنيف الذي يمتلك حسب معرفتي الشخصية به تجربة غنية قد تكون ذات نفع على المدي البعيد بالنسبة لقطاع الخارجية.. و في اليوم الموالي قال لي صديقي أحمد ولد محمدن اقتراحك لسفيرينا في جنيف استحسنه الرييس و سيكون هو وزير الخارجية باقتراح من الوزير الأول... بالطبع فرحت لتعيين سفيرنا في جنيف معالي الوزير محمد السالك ولد محمد الامين فهو في نهاية المطاف تعيين مستحق و لفتة مهمة تجاه الدبلوماسيين لكني صدمت في التشكيلة الجديدة من عدم التوفيق في توضيح مهمام الوزير المنتدب لدي الخارجية رغم نزاهة الشخص الذي تم تعيينه عن حزب التحالف الشعبي .. و كانت تلك بداية لكارثة حلت بقطاع الخارجية الذي فقد انسجامه و تراجع اداؤه بفعل تعاقب الوزراء المنتدبين و كتاب الدولة دون التميز بين العمل الدبلوماسي و " الشؤون الأخري" .....
الأمر الذي ساستعرضه باذن الله في منشور قادم
عبد القادر ولد محمد