ما اعرفه شخصيا بحكم تجربتي هو أنني ذات يوم تم استدعائي من طرف الدكتور لوليد ولد وداد الأمين العام للحزب الجمهوري حينها بواسطة رئيس مجلس شباب الحزب السيد حمادي ولد اميمو. ليخبرني بانني ساكون ضمن مجموعة سيلتقي بها السيد الرئيس و في اليوم الموالي تم اللقاء فعلا و انفراديا مع كل واحد من أعضاء المجموعة و قد فهمت من اللقاء ان السيد الرئيس الذي سبق له أن شرفني بلقاء خاص ليشكرني على مقالات كتبتها و الذي طالما أبدى لي في اللقاءات الجماعية الاحترام و التقدير على إطلاع تام من تذمري السياسي و من عدم مكافاتي من طرف نظامه الذي اندفعت معه بقلمي مذ انطلاقة المسلسل الديمقراطي كما فهمت انه يعول علي في جهازه السياسي..
و بعد ذلك بأيام تم اقتراحي كعضو في المجلس الوطني للحزب .. من هنا بدأت حكاية التوزير حيث إن الحزب كلفني بمهمة تنصيب هيئاته في مقاطعة تفرغ زينة تحت إشراف السيدة الفاضلة الوزيرة خديجة منت بوبو التي لم تكن تعرفني من قبل والتي كان لها الفضل في أول تعيين أحصل عليه كامين عام لوزارة التهذيب و ذلك بعد أن استغربت كيف عملت معها دون اي إشارة مني لمقابل معين خلافا لما تعودت عليه من الأطر في مهامها الحزبية.و قد أخبرتني بالتعيين قبل وقوعه و كيف ضغطت في سبيله مبينة للسيد الرئيس بأنه لا معني لعدم مكافأة مثلي من الأطر كما أخبرتني بالمفصل الدقيق عن ما جرى حين طلب منها الرئيس اقتراحا في سياق تشكيل حكومة دولة الوزير الأول اسغير ولد مبارك الأولي .. لما اقترحت اسمي بحجة أنها ليست على علم بشخص آخر جدير بثقتها فأجابها السيد الرئيس : انت مورتان هذي كامله ما فيها ما هو عبد القادر !
و هكذا تم تعييني نائب وزير خارجية و هو منصب فاخر استحدث في أول تشكيلة لتلك الحكومة و قد تم استحداثه في حكومات ماضية حيث شغله كل من أصحاب المعالي احمد ولد غناه الله و محمد عبد القادر ولد ديدي و محمد ولد سيدي عالي رحمه الله و محمد فاضل ولد الداه...
هذا و قد استقبلني السيد الرئيس من جديد و كان كعادته غامضا في أهدافه الحقيقية ذكيا في إخفاء مخطاطته فسالني عن رأيي في الحزب سؤال مطلع علي ما اكرره في الصالونات عن الحزب الجمهوري حيث أنني كنت دائما اصفه بطبق من الحلوى لا يجتمع عليه الا الذباب ( و هي حلاوة يبكي اليوم أكثر من واحد في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لذكرها ) فكررت تلك المقولة التي تنسب لأحد مستشاري جمال عبد الناصر حول حزب الاتحاد الاشتراكي... و استمع باهتمام بالغ الي شروحي و إلى مرافعتي بأن السياق الديمقراطي يقتضي القطيعة مع فكرة حزب الدولة ..مستدلا بوصف دقيق كتبه ضابط فرنسي عن بعض ملامح النفاق السياسي و يبدو أن الوصف أعجبه لا نه طلب مني أن اكرره .. ثم علق : هذا بعد الا الحق.
و في النهاية قال لي واصل العمل السياسي الذي نقوم به اما مهمتك في الوزارة فسنقولها للوزير
.. لم يقل لي صديقي و اخي الوزير السيد محمد ولد الطلبه سوى انه سعيد بقدومي لانوبه في الخارجية بعد أن خلفته في الأمانة العامة لوزارة التهذيب ... لكني فهمت القصد من تعييني حين تم إسناد حقيبة الإعلام في وجه الحملة الانتخابية الي وزير الخارجية و كان علي بحكم تلك الوضعية الجديدة ان امثل مورتانيا في الاجتماعات الدولية.. و هي فترة دامت أربعة أشهر قضيتها في الأسفار إلى مختلف بقاع العالم . و بعد اعادة تشكيل الحكومة من جديد في أعقاب الانتخابات تم اخراجي من الخارجية على رأس كتابة دولة مستقلة عنها اداريا ...غير بعيد منها وظيفيا ...مكلفة ظاهريا بشؤون اتحاد المغرب العربي و كلفت فيها باطنيا بشؤون اخري ....
عبد القادر ولد محمد ....
(يتبع باذن آلله )