مثل كثيرين مت غير العلماء تابعت حوارات العلماء المكتوبة والمسموعة حول مسألة الجمعة ودون أن أعطي لنفسي حق المشاركة في متن هذه الحوارات سأكتفي بملاحظات رأيتها لازمة:
1- ليست الحوارات الجارية بين الصوفية والسلفية ولا بين المتمسكين بالفروع والداعين إلى الأصول ولا هي بين علماء أقرب للموالاة وآخرين يميلون إلى المعارضة، لا تصلح هذه التصنيفات لوصف ما يجري واستدعاؤها تكلف وإثارة لتباينات وحديات تنتمي لمرحلة تجوزت، هي آراء تجد فيها الأنواع كلها أو أغلبها في الطرف كما في الطرف المقابل.
2- في القضايا العلمية يكون المرجع الدليل وصحته وقوته والمنطق وتماسكه وانسجامه وعند التنزيل يكون فهم الواقع بعد تخريج المناط وتنقيحه وتحقيقه محددا رئيسا لذوي النظر والاجتهاد والناظر فيما كتب وقيل يلحظ أن لكل رأي في الحوارات المذكورة نصيب من ذلك فلزم احترام الجميع واحترام ما يصدر عنهم ولا داعي لادعاء حصرية الصواب عند هذا العالم أو ذاك.
3- لا يناسب بل يستهجن استعمال العبارات والأوصاف النابية والمصطلحات التي لا تناسب المقام وأهله تصريحا أو تلميحا كما رأينا في بعض المكتوب وسمعنا في بعض المسجل، إن التباين في الرأي شيء والتلاسن بما لا يليق بالعلماء شيء آخر.
باعتباري من غير العلماء بدا لي الرأي القائل بتوفر أسباب تعليق الجمعة ( جدة المصطلح لا تكفي للطعن فيه ) وصلاة الظهر يومها أقرب إلى الإقناع خصوصا مع الأخذ بعين الاعتبار للحالة الصحية الحرجة من حوالينا وفي العالم ومع ذلك كان للآراء الأخرى مستندها من الدليل ومسلك الاجتهاد، ويظل مطلب إقامة الجمعة بالضوابط المطلوبة وبعد موافقة القائمين على الأمر والسلطات الصحية واردا ومستساغا.
4 - لقد وفرت هذه الحوارات مادة علمية متنوعة فلنستقبلها كذلك وليضف إليها ما يزيدها ثراء واتساعا في هذا الموضوع أو غيره ولنجنب هذه الأجواء أطروحتين لا تستقيم أي منهما أطروحة التطرف وتحدي السلطات وتبني الفوضى الدينية فلا أحد يقول بذلك أو يريده وأطروحة محاصرة بيوت الله واستهداف عمارتها والصلاة فيها فلا ذلك بمقصد للسلطة أو إرادة منها.