من غامبيا غربا إلى السودان شرقا، أينما توجهت في هذه البلدان الأفريقية التي ينتشر فيها أفراد قبيلة الفلان ستجد بصمتهم واضحة في المجتمعات التي يعيشون فيها.
التغييرات المناخية وتأثر سكان منطقة الساحل الأفريقي بها، نتيجة ما تسببه من جفاف دفعت بعضهم إلى البحث عن فرص جديدة والانتقال في المدن، لارتباط حياتهم بالرعي.
وتمثل غينيا كوناكري مركزا مهما لأفراد هذه القبيلة غربي أفريقيا، وهم منتشرون أيضا وبنسب مهمة في غامبيا وغينيا بيساو والسنغال وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا، كما أن حضورهم مهم في بلدان وسط أفريقيا خاصة الكامرون وتشاد وأفريقيا الوسطى، ويوجدون أيضا في السودان.
تراث القبيلة وعاداتها
نظمت جمعية تابيتال في منطقة دوربالي -التي تبعد نحو مئة كيلومتر شرق العاصمة التشادية انجمينا- مهرجانا ثقافيا عرضت فيه تراث القبيلة وعاداتها في المأكل والملبس ومظاهر تراثية أخرى.
وأظهرت الجمعية في هذا الاحتفال ارتباط الفلان في تشاد بالماشية وتربية البهائم، فعرضت رعاة قبيلة الفلان بصحبة مواشيهم المعروفة في تشاد باسم غنم امبرورو.
وتعتنى جمعية تابيتال بتراث قبيلة الفلان وتنمية مناطقهم في تشاد، ولدى الجمعية مكاتب وهيئات في كل البلدان الأفريقية التي تنتشر فيها الفلان، فضلا عن مكاتب أخرى في الدول الغربية، تعمل رابطة تجمع مهاجري الفلان في هذه البلدان.
التوعية بأهمية تعليم الأطفال
وقال الحاج عثمان أحمد رئيس جمعية تابيتال للجزيرة نت إنهم يعملون على توعية الآباء من القبيلة بضرورة إلحاق أبنائهم بالمدارس، فما يعانونه هنا ليس فقط النقص في المدارس، ولكن الوعي بأهمية تعليم الأطفال أيضا، فمعظم الآباء يفضلون أن يساعدهم أبناؤهم في رعي الأبقار بدلا من تفرغهم للتعلم.
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة السكان الأميين 77% من السكان، وهي وسط أفراد قبيلة الفلان أكثر شدة من غيرها، لأن اهتمامهم برعي البهائم والترحال معها يفوق اهتمامهم بأي شيء.
البحث عن علف البهائم
تأثر كثير من أفراد القبيلة بالتغيرات المناخية التي طرأت على منطقة الساحل، وتسببت في الجفاف، مما أدى إلى قلة مناطق الرعي لبهائمهم.
يقول رئيس جمعية تابيتال إنه يحتاج الآن لقطع أكثر من ألف كيلومتر خلال الموسم الواحد مع البهائم ليضمن أن ماشيته تجد علفا كافيا.
ولم يكن هذا ديدنه بالعقود الماضية، لكن الكلأ أصبح شحيحا وبعض المناطق التي يقيمون فيها يغادرونها بعد عشرة أيام فقط، لأن المراعي لا تكفي لبهائمهم فتزداد المسافة التي يقطعونها خلال الموسم الواحد، وهذا يزيد إرهاق البهائم، وهو عبء على الرعاة المصاحبين لبهائمهم.
موسم الأمطار والاحتفالات
بالقرب من قرية هجليجي بمنطقة لينجا شرقي العاصمة انجمينا التقت الجزيرة نت راعي الأغنام محمد الذي قال إنه قدم إلى هنا من نيجيريا من ولاية أداماوا (شمال شرق) بغرض الحصول على عمل فلا يجيد مهنة غير الرعي، ووجد في هذه القرية من يدفع له سبعين دولارا شهريا مقابل رعي غنمه.
ترتبط حياة أفراد القبيلة بالرعي، وهم مهتمون بفصل الخريف الذي تهطل فيه الأمطار بشكل خاص، إذ إن نمط حياتهم وأوضاع معيشتهم طوال العام تكون تبعا للعشب الذي ينبت خلال موسم الأمطار، وفيه تقام الاحتفالات ومناسبات الأفراح.
المصدر : الجزيرة