افتتاحية الاثنين 17/02/2020
(ذكرى الاتخاد المغاربي )
يدخل الْيَوْم، الْيَوْم الأول من العقد الرابع من عمر انطلاق الاتحاد المغاربي بمراكش ١٩٨٩ وحلمه الذي أخفق إلى حد الآن المغاربيون في تقديم خطوات جادة في إنجاز القدر المطلوب من رهانه التنموي، في ظرف إقليمي ودولي يتعرز فيه نجاح التكتل والتكامل، جنوب فضاء الاتحاد وشماله، حيث يقوم جنوبا منذ 1975 التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا البالغ عدد سكانه ( 380) مليون نسمة في أنجح اندماج وتكامل اقتصادي وتنموي وبشري بين عدد كبير من الدول وشماله الملاصق حيث يقوم الاتحاد الأوربي القائم منذ 1965 وهو أكبر تجمع اقتصادي عالمي، بينما تستغرق حكومات الاتحاد المغاربي ملاحقة الخلافات القطرية وتزداد مساحات التباعد بينها على ارض وطن مبتور ومجزء مانعة شعوبها من طموح عبرت عن محتواه الوحدوي منذ مؤتمر طنجة ١٩٥٨ ، وأمل ما زال قائما يلمع في عيون الشباب المغاربي الواقع منذ استقلالات دوله تحت قهر التهميش والفقر ومرارة الإحساس بالفرص الضائعة و غول الفساد وتبذير الثروات الذي يطارده دون رحمة.
ستظل ذكرى انطلاق اتحاد دول المغرب العربي فرصة ثمينة يعاد فيها طرح مطلبه التاريخي المتجدد الذي سُرقت فرحته وتجمدت في أحداق صبية ولدوا عند قيامه وهم الْيَوْم غالبية من يتولى شان مجتمعهم المغاربي وبيدهم قراره ورسم مستقبله ولا ينتطر منهم إلا أن تكون المرارة المتولدة عن عجز من سبقوهم ستصنع لديهم إرادة فتح الحدود وحرية تنقل الأفراد والسلع وإلغاء التأشرة، في انتظار نضج ظروف يتم فيها الاصغاء لمطالب المغاربيين في الوحدة والاندماج الكامل الذي يستحقون، وقابلة للتحقيق وقد تكون شرطا للبقاء في ظرف عالمي يقصي من لا يمتلك وسائل التأثير والقوة، وشروطهما، وأولها هو الاتحاد والتكامل.