خاص ـ مراسلون / لم تكن علاقة الصديقين الرئيسين السابق محمد ولد عبد العزيز و الحالي محمد ولد الغزواني في أحسن أحوالها خلال المأمورية الثانية عموما و خلال العام الأخير خصوصا
فإذا كان عزيز قد ترك لغزواني الجيش :تفاصيله و استخباراته و علاقاته حسب ما يمليه اتفاق سابق و مقتضيات الثقة و الحكم فإنه كان يوجه له إشارات ليست ودية تتعلق بإقالات صعبة لمقربيه الذين كان سببا في تعيينهم و هذه بعض الأمثلة السريعة : محمد محمود ولد محمد الأمين الذي أقيل مرتين أحدهما من الحزب و الأخرى من سفارة السعودية ، وزير التعليم و الدفاع السابق ولد آدي ، مسعودة بنت بحام ، مكفولة بنت آكاط .. و غيرهم
و لكن العام الأخير شهد إشارات أوضح رصدها مراقبون و متابعون للشأن الموريتاني بعضها كان قبل اعلان الرجل الترشح و جزء آخر بعده و خلال الحملة و بقية بعد النجاح و قبل التنصيب و هذه بعض المآخذ التي يحكيها هؤلاء الملاحظون :
قبل إعلان الترشح
- أول الإشارات السلبية هي مبادرات الولايات المتعلقة بالمأمورية الثالثة و التي أثارت حفيظة السفارات الغربية ـ الأمريكية ـ خاصة
2- محاولة إثارة إشكال عرقي من خلال تصريح " الساموري ولد بيه " و أحد الأشخاص غير المعروفين و ما تضمن من تلويح بالحرب الأهلية بين فئات المجتمع و من ثم مسيرة محاربة الكراهية ، لقد فهم الأمر أنه محاولة لخلق ظروف تدعو للاستمرار بانتخاب ـ المأمورية الثالثة ـ أو من دون انتخاب ـ التمديد ـ
3 ـ محاولة المأمورية الثالثة من خلال النواب التي رُفضت دوليا و اصطدمت محليا بواقع صعب فاجأ ولد عبد العزيز فلم تستطع أن يتجاوز عدد موقعيها 27 نائبا بينما رفضها أولا 86 نائبا من الاتحاد من أجل الجمهورية لوحده و حينما اشتغلت ماكنة ولد الغزواني و أصدقائه العسكريين و الدوليين معززة بالرفض البرلماني قرر الرئيس ولد عبد العزيز التراجع ليساعده غزواني بنفسه أو من خلال رئيس الحزب الحاكم حينها ـ في حفظ ماء وجهه من خلال جمع توقيع صوري مفاده ( وقع حتى نتراجع ) و بيان التراجع الرئاسي قيد التحرير حتى وصل الموقعون 102..."القصة المعروفة "
بعد الترشح و قبل النجاح
- جاءت أول الإشارات هذه المرة من غزواني من خلال عبارته " أما أنا .." بما يفيد أنه مختلف عن صديقه و قد لاقت ارتياحا واسعا في مختلفا الأوساط و لكن غضبا و تحفظا من الصديق عزيز
2- أما ثاني الإشارات فجاءت من خلال خرجة المساء " امرشح راصو ...." و التي اضطر إلى تفسيرها بعد ذلك بيومين " أنه ترشح من نفسه و نحن ندعمه "
3- ثالث الإشارات محاولة ترشيح الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف التي قرأت أنها في الوقت بدل الضائع و رغم كثير المحاولات و الإيعازات استسلمت في النهاية و أعلن فشلها في منزل الوزير
4- الدعم الخفي لمرشحين اثنين أحدهما تربطه صلة بأحمد ولد عبد العزيزمن خلال زوجاتيهما الأختيين و الثاني تربطه صلة في السر قديمة لا يوجد ما يؤكدها ...
5- التحفظ على الأموال التي جمعت و التقتير في انفاقها حيث قيل إنها تجاوزت عشرات ملايين الدولارات و لم ينفق منها إلا القليل ، ليتدخل مبادرون خاصون ينفقون على الحملات الخاصة و على الإعلام دون أي علم أو تنسيق مع الحملة المركزية وسط تخاذل مشهود تحدث الجميع عنه...
كان الهدف من النقاط 2 ، 3 ، 4 ، 5 هو جر ولد الغزواني إلى شوط ثان و مواجهته بواقع آخر حيث يعتقد أنه لن يكون رئيسا صوريا " بو " و قد كان توقعهم في محله ـ الأحداث الحالية ـ .
إشارات ما بعد النجاح
- أولى هذه الإشارات هو فخ وقع فيه ولد الغزواني نفسه خلال العشاء المتابع لاعلان النتائج حينما خاطبه عزيز أن يعلن نجاحه و لم يفرج حينها إلا عن 80 % ليكون الأمر موضوع جدل لم يكن ضروريا
2- عسكرة نواكشوط و إذكاء الأحداث و تضخيمها من خلال الشائعات ـأنه توفي فيها أشخاص كي يتم اجهاض النجاح ـ
3- قطع الانترنت غير المبرر و هو ما أثار الرعب في أوساط المواطنين ،
وحيث أن العلاقة حينها ما يزال ظاهرها وديا و الغضب على المآخذ صامتا تمكن الطرفان من حلحلة المشكل و التقدم إلى الخطوات القادمة التنصيب
4- رابع الإشارات حصلت في اجتماع مجلس الوزراء إبان شهر يونيو و كانت من خلال رفض الطلب الذي تقدم به وزير الإسكان الناني ولد اشروقه من أجل منح "منظمة مكافحة توحد الأطفال" قطعة أرضية ب 10 آلاف متر مربع لتشييد فضاءات و مسارح للأطفال تساعدهم في التغلب على المرض ، لقد رفض ولد عبد العزيز المنح و بدل 10 آلاف سمح بإعارة 5 آلاف فقط
أما الخلافات الجديدة المتعلقة أساسا بصفقات الغاز و ملفات اقتصادية و إن ظهرت عن طريق الملف السياسي فقد تصاعدت بسرعة من خلال التسخين و بث الشائعات من المخابرات و من الخلايا الإعلامية المجابهة لها ، لكن" مراسلون" لم تتأكد من أي تصعيد أمني باستثناء ما حصل من تحويلات في كتيبة الأمن الرئاسي رغم كثرة الروايات و السيناريوهات ..
و أما حقيقة أن الرجلين لم يعودا كما كانا فهو أمر مؤكد و قد ظهر إلى العلن سياسيا و إجرائيا و كل المؤشرات تقول إنه لم يعد هناك ما يجمع الرجل في الأمد القريب..
ذلك مشهد من واقعنا الحالي لا يختلف عن ما نقرأه من سنن الزمن و تقلب أحوال القلوب و إرادات الرجال
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق