الحديث عن الجزيرة حديث يطول طول مسافة الوعي التي خلقتها في الأمة، نافسوها ففشلوا وظل قادتهم يسترقون النظر إليها كلما انفرد أحدهم عن الآخر ، اتهموها ونسبوا لها أشنع الأدوار وأخس المهمات فكذبتهم بثباتها على الذي تأسست عليه أول مرة فما وجدوا لمقالتهم دليلا ولا لاتهامهم ما يعززه ، اشترطوا إغلاقها وطلبوا إسكاتها وهددوا بالعدوان عليها فمازادها ذلك إلا عزة في النفوس وقبولا لدى شعوب الأمة وشكرا لمن رفض الإغراء وقاوم التهديد.
شبكة الجزيرة وقناة الجزيرة إنجاز القرن لأمة تراجعت فيها الإنجازات وتحكم في مصيرها غيرها والسفهاء منها، أنت يا جزيرة عنوان الأمة العاكس لها ولطموح شعوبها.
لا يستطيع أحد أن ينزه الجزيرة من بعض الأخطاء ومن بعض المبالغة ومن بعض الارتباك ولكن كل ذلك متجاوز في بحر من الإنجاز والتألق والإبداع ثم إن هذا البعض يقابله كل يكاد يطغى في وسائل الاعلام التي تقدم نفسها بديلا أو منافسا للجزيرة.
تهنئة لك وأنت تحتفلين بعيدك الثالث والعشرين فمع كل شمعة من شموعك تكون الأمة إلى الوعي أقرب وإلى النهضة أقرب وإلى الديمقراطية أقرب.
في عهد الجزيرة أصبح ممتهنو الفساد و رواد التبعية والمستبدون الذي يضيقون بكل معارض فيكيدون له إيذاء وقتلا وتقطيعا يفكرون ويترددون قبل الإقدام على سوء ما يفعلون لأن الجزيرة الكاشفة وبمراسليها الأبطال هنا تترصد ويترصدون.
الناس قبل الجزيرة في حال والناس بعد الجزيرة في حال مختلف فحافظوا يا أبطال الجزيرة داعمين ومشرفين وآعلاميين على هذا الصرح العظيم