يعد خروج البراز بنيّ اللون مؤشرا على الصحة، ولكن اخضراره لا يدل دائما على خطر، حيث إن مرور الطعام بسرعة إلى الأمعاء الغليظة يمكن أن يتسبب في اخضراره، فمتى يتطلب الأمر استشارة الطبيب إذن؟
هناك أنواع من الأطعمة كالسبانخ مثلا تجعل لون البراز أخضر. كما يمكن أن يصبح لون البراز أخضر بعد تناول أدوية معينة أو بعض المكملات المحتوية على الحديد. ويعد البراز الأخضر مؤشرا مبكرا غير مؤكد، لبداية حدوث إسهال.
ولدى البالغين والأطفال الكبار، يندر حدوث البراز الأخضر، وقلما يدعو إلى القلق. وقد يحدث إسهال أخضر عند الحوامل، وعندها ينبغي للمرأة الحامل تذكر ما تناولته من طعام أو أدوية أو مكملات غذائية أو دوائية، حيث إن ذلك يمكن أن يشعرها بالراحة من القلق الناجم عن هذا التحول في اللون، وتجب عليها مراجعة الطبيب إذا تأكدت أن هذا اللون الأخضر للبراز ليس بسبب الطعام الذي تناولته في اليوم السابق، أو إذا كان لديها أعراض أخرى.
ويسمى التبرز الأول للرضيع "العِقي meconium"، ويكون لزجا وسميكا ولونه أخضر مسودا. ولكن، ينبغي زوال هذا اللون عنه بعد مرور ثلاثة أيام من ولادة الرضيع.
أسباب البراز الأخضر:
النظام الغذائي الغني بالخضراوات الخضراء، مثل السبانخ.
الصبغات الغذائية.
الإسهال الشديد.
مستحضر الحلامة البروتينية (حموض أمينية مركزة)، بالنسبة للرضع الذين يعانون من حساسية من الحليب أو الصويا.
عدم وجود الجراثيم المعوية الطبيعية عند الرضع الذين يتغذون عن طريق الثدي.
دواء الإندوميثاسين (Indomethacin)، وهو مضاد التهاب غير ستيرويدي.
المكملات الغنية بالحديد.
دواء ميدروكسي بروجيستيرون (Medroxyprogesteron) وهو دواء مانع للحمل.
ويتعرض البراز خلال مروره في الأمعاء، لمختلف العصارات الهاضمة والصفراء والجراثيم والمواد الكيميائية الأخرى، وهذا ما يعطي اللون والرائحة المميزين.
والبراز الأخضر ليس مؤشرا على وجود مشكلة خطيرة عادة، فالأطفال الصغار غالبا ما يضعون أي شيء تقريبا في أفواههم، ويقومون بابتلاعه أحيانا. وسوف تصل هذه المواد حتما إلى معدة الطفل، وتمر بعد ذلك عبر القناة الهضمية.
أسباب البراز الأخضر عند الأطفال الصغار:
العقي:
يتبرز الرضع، خلال الأيام القليلة الأولى من حياتهم، مادة خضراء داكنة تدعى العِقي. وهذا البراز هو مزيج من جميع المحتويات التي ابتلعها الجنين خلال وجوده في الرحم، مثل الصفراء والماء والسائل المحيط بالجنين (السائل الأمنيوسي) والمخاط والخلايا الظهارية، ولا رائحة له.
ويتحول لون هذا البراز العقيم إلى الأصفر والأخضر بعد مرور الأيام الثلاثة الأولى، عندما يبدأ الرضيع هضم حليب الثدي.
أسباب غذائية:
يمكن أن يؤثر النظام الغذائي للطفل أيضا في لون البراز، فالخضراوات الخضراء، كالبروكلي والملفوف، والأطعمة المصبوغة بملونات الطعام الخضراء أو الزرقاء أو الأرجوانية مثل الآيس كريم، والمشروبات الغازية، وبعض الحبوب، يمكن أن تجعل لون براز الطفل أخضر.
وهناك نصيحة مفيدة للتأكد من أن البراز الأخضر هو مجرد نتيجة لمواد غذائية، وهي أن تجنب تناول تلك الأطعمة لمدة ثلاثة أيام ينبغي أن يؤدي إلى عودة البراز إلى لونه الطبيعي.
الأدوية والمكملات:
يمكن أن يتغير لون البراز أيضا إلى اللون الأخضر نتيجة تناول المكملات المحتوية على الحديد، والفيتامينات الملونة صناعيا، والفيتامينات المحتوية على الفركتوز والسوربيتول. ويمكن تسريع نشاط الأمعاء من خلال استعمال الملينات التي قد تحول لون البراز إلى الأخضر أيضا، وذلك بسبب سرعة المرور في الأمعاء.
ويمكن أن يسبب إندوميثاسين (Indomethacin) -وهو أحد الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية- تغير لون البراز إلى اللون الأخضر، وكذلك بعض المضادات الحيوية التي تسبب الإسهال، وقد يكون ناجمًا عن سرعة مرور الطعام بالأمعاء.
الإسهال:
يتحول لون براز بعض الأطفال في بعض الحالات، إلى الأخضر الفاتح، وذلك عند وجود إسهال، ويرجع ذلك إلى مرور الطام بسرعة بالأمعاء، وعدم وجود وقت كاف لتصلب البراز بسبب عدم بقائه وقتًا كافيًا في القناة الهضمية.
المرور السريع لعصارة الصفراء:
يؤدي المرور السريع أي نقص زمن بقاء الطعام في القولون إلى جعل عصارة الصفراء تصل أسرع من المعتاد إلى الأمعاء، وبذلك لا يتوفر الوقت اللازم لتحول لونها من الأخضر إلى البني.
وفي العادة، يكون هناك وقت لكي يتغير لونها قبل وصولها إلى الأمعاء، ثم امتزاجها مع البراز الذي يكون بلونِه البني، ولكن عندما لا تكون هناك فرصة لتغير اللون، فإن البراز الذي يمر يكون أخضر.
التسمم الغذائي:
يكون الجهاز الهضمي عند الطفل شديد الحساسية لمجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة. وتعد الإصابة بجرثومة الإِشريكية القولونية (E. coli) -وهي عدوى جرثومية- السبب الأكثر شيوعا لحدوث التسمم الغذائي عند الأطفال. وتظهر أعراض العدوى بهذه الجرثومة بشكل براز أخضر فاتح أو داكن مع حمى ومغص. وينبغي استشارة الطبيب عند استمرار الأعراض مدة ثلاثة أيام.
اضطرابات صحية أخرى:
توجد بعض الاضطرابات التي تسبب المرور السريع، الذي قد يسبب ظهور البراز الأخضر، مثل داء كرون (Crohn's disease) والتهاب القولون التقرحي (ulcerative colitis) والداء البطني الزلاقي (celiac disease) وسوء الامتصاص (malabsorption) والحساسية (allergies) والعدوى (infection) أو الإسهال الناجمين عن التسمم الغذائي والتسمم الدرقي(thyrotoxicosis)، وفرط نشاط الغدة الدرقية (hyperthyroidism)، والارتجاع المعدي المريئي (gastrointestinal reflux disease).
كما يمكن أن يحدث التبرز الأخضر نتيجة أي اضطراب يزيد من كمية المخاط في البراز، أو عند اختلال في إعادة امتصاص الصفراء بسبب استِئصال اللفائفي الانتهائي، أو في الالتهاب المعوي.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب عند معاناة المريض من البراز الأخضر عدة أيام، حيث يحدث التبرز الأخضر في الإسهال الشديد، لذلك ينبغي شرب الكثير من السوائل والحصول على العناية الطبية الفورية إذا وصلت حالة المريض إلى مرحلة الجفاف.
متى ينبغي مراجعة الطبيب عند إصابة الأطفال الصغار؟
يمكن أن يترافق التبرز الأخضر عند الطفل بظهور أعراض قد تشير إلى وجود اضطراب في الصحة أو الإصابة بمرض، لذلك يجب القيام بمراقبة الطفل بعناية. ويمكن أن تشتمل بعض هذه الأعراض ما يلي:
نقص غير متوقع للوزن.
عسر الهضم أو التخمة.
الإسهال.
براز كريه الرائحة.
الإحساس بالحرقان في المستقيم.
الغازات.
تغير في قوام البراز، مثل القساوة المفرطة في البراز أو رخاوته.
ألم بطني.
تشنجات بطنية (مغص).
وجود المخاط في البراز.
النفخة.