لا مراء فى أن البلد يسير بخطى واثقة ورصينة على درب تجذير قيم الديمقراطية، وتعزيز الحريات الأساسية وترسيخ الثقافة الحقوقية وتكريس الإصلاحات التشريعية والمؤسسية، ولا جدال فى أن حرية التعبير تجسدت مكسبا سياسيا وطنيا وخيارا استراتيجيا ديمقراطيا؛ يشكل ركيزة محورية للممارسة الديمقراطية ورافعة قوية للتنمية فى عصرنا الراهن.
بيد أن صيانة وتوطين مكسب الحرية يستدعى فى المقابل استجابة موازية لتلبية وتمكين مطلب المسؤولية؛ نظرا للحاجة لضرورة اقتران الحرية بقيم المسؤولية والوعي والمهنية، فهي ترتبط بها ارتباطا جدليا وثيقا؛ والعلاقة بينها علاقة لازم بملزوم.