قرر الحزب إرسال بعثاته إلى الداخل بعد أكثر من سنة من انقطاع التواصل بين قيادته وجمهور المنتسبين. لا بد وأن الكل يتساءل ما طبيعة هذا التحرك؟ هل يطل الحزب بوجه جديد في توجهاته وأساليبه وتعامله مع ما ورث عن العهد السابق من ظلم، وإقصاء وتهميش وغطرسة وتحد سافر لإرادة الشعوب. أم أن قوة العادة وحب السير على الدرب المطروق وعدم الرغبة في إثارة غيظ المتنفذين ستطغى على سلوك البعثات الحزبية؟ لتكون اللقاءات منبرا كرنفاليا يستعرض فيه أبطال العشرية المنصرمة عضلاتهم ويفرغون فيه شحنة أفراحهم المفرطة وغلظتهم المستهجنة. لقد بدأت بوادر ذلك وعلى الخصوص في أكثر أوكارهم غرابة وخرقا للمألوف و المقبول.