لا شك في أنّنا كمجتمع نحتاجُ إلى شيء من الاعتدال والوسطيّة في الخطاب و الحكم على الأشياء، نحتاجُ إلى الموضوعية و التوازن حتّى لا تبقى الأمور فينا محكومة بثنائية إطلاقية غريبة: إما أن تكون فائقة في الجمال و الكمال، و إما أن تكون غاية في الرّداءة و الابتذال...وكذا الشخص في تصورنا: إمّا أن يكون بطلا و زعيما، و إمّا أنْ يكون خائنا.. لا مقام وسط بينهما! وبهذا المنطق المختل نجدُ أنفسنا دائما في إحدى حالتين: إمّا حالة "تمجيد"، و إمّا حالة "جلد"!؟ و بالتالي، منقسمين ما بين "ممجّد" و "جلاّد"! و هذه مصيبة حقيقية!