عرف العرب منذ القديم خيمة الوبر، ميزت مسكنهم، وأظهرت بداوتهم مقابل أهل الحضر في المدن القديمة. وكانوا يبنون تلك الخيام، فيقال: مضارب القوم، وحللهم. وقد امتلأت البادية بتلك المضارب، تدب فيها الحياة ، فيتجول القوم، وتتحرك أنعامهم، صهيلا ورغاء وحمحمة.
وقد حملوا خيامهم أينما حلوا وارتحلوا، فتراها مكومة على ظهور العيس وهم في ظعنهم يزفونها بحثتا عن الكلإ والمرعى. وحينما يستقر قرارهم، تُضرب تلك الخيام في أماكن عالية تقيها من السيول، وإن بنيت في موضع منخفض، حفرون حولها حفيرا يقيها تلك السيول الجارفة ويعرف ذلك الحفير في مصطلحهم بالنؤي.