يلتقي في هذه القصيدة الملحمية فعلان متكاملان في مشروع المختار السالم أحمد سالم. أحدهما ليسَ جديداً، في المستويين الإبداعي والنظري، على الشاعر وجيله منذ صدور قصائده وأغانيه الأولى في أواسط الثمانينات من القرن الماضي. وهو فعلٌ يصدر عن الرغبة الجامحة ليس فقط في إكمال القطيعة مع الموروث العمودي عبر إنضاج الأشكال التعبيرية والإيقاعية البديلة وإيناعها، ولكنْ في تثوير الشعر العمودي نفسِه من داخل بنيته الخاصّة. أما الفعل الثاني فيدشّن لحظةً تبدو بكرا في المشروع: إنها إعادة استثمار مفهوم المعلّقة القديمة في مسار تثوير العمودي، في مسار الاختراق الحداثي للعمودي عبر فعلِ إحياءٍ موازٍ ومحايثٍ في آن.