هَا قد بَدا؛ ينشرُ الأحزانَ مُلتهِبَا
أيَحتفي مثل سَفّاحٍ بما غَصبَا؟!
أتى من الشرق يَحدُو الشمسَ دون هُدى
لكنها غربتْ دوما وما غربَا
يجتاح كل زوايا الأرض مخترقا
أعتى الحصون كسَيْلٍ دَكَّ كلّ زُبَى
ها قد بدا؛ لا يُرى إلا وقد فتكتْ
أسراره بأمان الروح وانتشبا
فازّاور الناس عن بعض على مضض
وكمّموا كلّ وجه وانزوَوْا هرَبا
كأنهم أوجسوا من شَرّ غائلة
من السماوات حطّت فامتطوا شهبا
فاستوحشت مُدنُ الأحلام وانطفأتْ
أنوارُ بهجتها عن أن ترى طربا
لكنه لم يزد أن ظل مُتخذا
سَبيلَه في حنايا الصدر مُنسرِبا